هكذا ألقت المخابرات الاردنية بشاب أردني في حضن ميليشيات أفغانستان.
مقتطفات من كتاب "ذي تربل ايجنت" للكاتب الحائز على جائزة البوليتزر جوبي واريك
"أشعل إقتراح علي بن زيد (بإرسال همام البلوي إلى منطقة القبائل على حدود الباكستان وافغانستان (فاتا) فتيل نقاش حاد في المخابرات ومركز عمان لمكافحة الإرهاب الذي يدار بالتعاون مع السي أي أيه. كان من الواضح أن البلوي (لا يملك أي من مقومات) العميل؛ فهو ليس لديه أي تدريب، ولا يتحدث البشتون لغة المنطقة، ومن الصعب الاعتماد عليه بعد بضعة أيام من الاعتقال و عدد من اللقاءات على قهوة أو عشاء مع بن زيد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. على الجانب الآخر ليس هناك الكثير يمكن خسارته (من المحاولة).
تم التوصل إجماع سريع على النقاط المفصلية. بتكلفة قليلة لا تتجاوز بضعة الآف من الدولارات يمكن "إطلاق" البلوي في باكستان ومعه قصة لا بأس بها (سيرفيسبل) للتغطية على وجوده هناك. فمن حسن حظ البلوي أنه يمتلك خصائص توفر له مصداقية سريعة في بلاد الطالبان تتضمن شهادة في الطب وشخصية (الكاتب المعروف) على الانترنت. لن يتم تقديم أي مكافات كبيرة له إلا في الحالة المستبعدة بأن قام بالوصول إلى شخصية مهمة وتسليمها. لن يتم تزويده بأي أجهزة إتصال متطورة أو اي شيء آخر قد يكشفه كجاسوس إذا تم افتضاح أمره. إذا تم قتله (والفرصة لحدوث ذلك عالية بحسب التقديرات) لن يلاحظ أحد ولن يهتم أحد بإستثناء عائلة البلوي نفسه".
ونقلت صحف أردنية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف قوله إن "لا أساس من الصحة لأي علاقة للأردن بحادث التفجير ولا علاقة لدائرة المخابرات بهذه الأعمال لا من قريب أو من بعيد".
-أما تفاصيل ما حدث فيمكن الاطلاع عليه عالسريع هنا...مؤقتاً
-ملاحظة أخيرة سريعة قبل أن نواصل.
همام البلوي لم يكن له اي إرتباط بالقاعدة أو افغانستان أو باكستان من قريب أو بعيد. همام البلوي لم يكن سوى عضو في منتدى إلكتروني كتب مقالات حماسية بليغة جعلته يرتقي إلى مستوى موديراتر في منتديات الحسبة. هذا هو السبب الذي دفع المخابرت الاردنية إلى إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام من اعتقاله على خلفية ما يكتب.
طبعاً إلى أن قرر الشريف الشهيد أن يلعب دور يوسف شعبان. لكن للأسف همام البلوي لم يكن محمود عبدالعزيز الأفاق الدولي الذي يجيد إنتحال الشخصيات; كان طبيب بسيط لم يكن له أن ينجح في خداع عصابات أفغانستان، تماماً مثلما لم يستطع أن يرفض عرض علي بن زيد (ترهيباً وترغيباً كالعادة) لرميه في أفغانستان.
(يتبع)