Wednesday, December 28, 2011

لا للملكية الدستورية

لأن الطبيعة اللحظية لتويتر تجعل توثيق بعض ما يجري ضرورة، وان كان تكراراً

بغض النظر عن موضوع النقاش سواء كان الدولة الريعية أو تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية أو قوانين الانتخاب أو غيرها، فإن كل النقاشات والمقالات والحوارات تبقى تدور في حلقة مفرغة إلى أن تنتهي إلى قناة واحدة يقبع في وسطها فيل يبقى حاضراً في كل غرفة.

وجود هذا الفيل يجعل كل النقاشات مجرد كلام نظري في الفراغ، أما الاشارة له فهي كفيلة بنقل النقاش من أي موضوع إلى السؤال الأزلي: من يحكم الاردن؟ أو على الأقل: من هو صانع القرار في الاردن؟ يعني يمكنك أن تقضي ساعتين في حوار حول اي من مشاكل الاردن بإسلوب علمي عميق، بدون التطرق لأكثر الأسئلة بديهية: من هو المستفيد الأكبر من "المشكلة" موضوع النقاش؟ ومن هو المسؤول؟ وما هي الطريق أو الخطوة الاولى للتخلص منها؟

فلو أخذنا مثالاً حديث الدكتور عمر الرزاز في أخر حلقات النقاش التي ينظمها موقع حبر، فسنجد أجواء أكاديمية ودية وحوار مسلي ومفيد إلا أنه ليس أكثر من جولة أخرى من الضجيج الذي أضحى مملاً.

بإختصار هناك اطاران اساسيان: ساحة حوار مكتظة إلى درجة اليأس تبحث في المشاكل التي تعاني منها البلاد، وأخرى تبحث في رأس هذه المشاكل والطريق أو على الأقل الخطوة الاولى إلى حلها. ربط الإطاران كفيل بجعل مطالب أي إنسان شبه عاقل ترتفع من إصلاح مستحيل إلى إعادة تشكيل كاملة. هناك طبعاً إجماع شبه كامل إلى أن هذا (الإحم...) التغيير الكبير ليس في مصلحة البلاد لأن الجميع راضي (حتى لا نقول منتفع بدرجات) بالنمط الريعي/الرعوي القائم، ويبقى الخلاف على الحصص هو أساس (الكثير من) دعوات الاصلاح المستحيل.


في الجانب المشرق، تساهم هذه الحوارات والندوات في تعزيز بديهية إستحالة تماهي الاصلاح مع النظام بشكله الحالي بطريقة غير مباشرة. فبالعودة إلى ندوة الرزاز نجد مثلاً:

-أن أحد أهم رجال الاقتصاد في البلد ليس لديه أدنى فكرة عن مصير عوائد التخاصية أو كيفية صرفها أو عن سبب عدم ادراجها في الموازنة.

-أن الرزاز لا يجد مبرراً لأن أن تكون موازنة وزارة الدفاع غير مدرجة بالتفاصيل في الموازنة العامة، وخاصةً فيما يتعلق بالمشتريات قائلاً: "أنا بعرف سعر الطبشورة في وزارة التربية وسعر السرنج في وزارة الصحة ولا أعرف سعر الرصاصة".

-أما "ألطف" مداخلة فقد كانت من الوزير السابق مروان جمعة الذي ما فتئ يذكرنا بأن عمر وزارته كان قصير وما لحق يعمل اشي وأن الأجندة الوطنية تم وضعها على الرف بدون بديل (بدون إثارة جزئية صاحب القرار بإقالة وزارته أو وضع الأجندة على الرف طبعاً) ، وأنه كوزير سابق ليس لديه أدنى فكرة عن أولويات أو حتى خطط الدولة!


إلحق ورا المصاري

انطباعات بسيطة حول النمط الريعي الاردني (إعادة... للتوثيق)

-مهندس النمط الريعي الاردني هو الاسرة الحاكمة حتى تستطيع أن تنافس في بذخها حكام الخليج بالرغم من عدم وجود دخل أو موارد تسمح

-الاسرة الحاكمة ما زالت تراكم ثروتها من جيوب الاردنيين ثم توزع عليهم الفتات بدرجات من خلال النمط الريعي

-نظام التوزيع الذي تستخدمه الاسرة الحاكمة على شكل "تركل داون" ناجح إلى حد بعيد ويغطي بدرجات شرائح إجتماعية كبيرة

-التركيب الاجتماعي (قلة عدد السكان وترابطهم) يسمح للأسرة الحاكمة بإحتكار ثروات الوطن ثم توزيعها بشكل يضمن اسكات الجميع بدرجات

-درجات التوزيع تبدأ بسماسرة القصر وإلى شيوخ العشائر وكبار الضباط وحتى النواب وتنتهي بموظفي البطالة المقنعة في الجهاز المدني والعسكري

-يعني الاسرة الحاكمة باعت البسكليت بخمس ليرات(*) وبعدين فتحت متحف سيارات،والجميع راضي ما دام عنده قريب بدرس/بتعالج/بتوظف عن طريق الديوان

-أي تغيير في هذا النمط يشكل خطر على تكديس ثروة الاسرة الحاكمة ومستوى معيشتها غير المتناسب مع دخل الاردن.بالتالي مستحيل

-ثروة الاسرة الحاكمة ومستوى معيشتها،ومن خلفها كبار المنتفعين، تجعل الأمل "باصلاح" حقيقي على أي مستوى مستحيل والمطالبة به سذاجة

-أما فقاعات محاكم السماسرة وكبار المنتفعين فهي إما تصفية حسابات بينهم أو فرك اذان للي بيكون زعل المعلم أوإنتهى دوره وماقعدعاقل


قصة قصيرة (*)

من أدب قصص النجاح

"عندما كنت صبياً صغيراً كنا نقيم جميعاً في دارة متواضعة تتألف من خمس حجرات مع غرفة إستحمام واحدة تحيط بها قطعة أرض صغيرة في جبل عمان، أحد تلال العاصمة السبعة. لقد كان إبن عمي فيصل ملك العراق يوحي إلي بإنطباع أنه يعيش في عالم غني ثري. وإنني لأذكر زيارة قمت بها إلى بغداد عندما كان لي من العمر عشر سنين فقدم لي فيصل بمثابة هدية الوداع دراجة متألقة متلألئة، وقد كان لدي شعور بأنني لن امتلك أبداً في حياتي شيئاً أجمل منها. وطوال سنة كاملة بقيت الدراجة محتفظة بالجمال واللمعان الذين كانت عليهما في اليوم الأول. وكنت في الصباح والمساء أدلكها وألمعها واجعلها تضيء وتشع.

وفي أحد الأيام جاءتني أمي وقالت لي بلطف:"انني أعرف بأنني سوف أشق عليك ولكن وضعنا المادي يبعث على الهم والقلق، فلكي نستطيع الخلاص من هذه الحال، لا بد لنا من بيع بعض المتاع الذي لدينا، فهل يضايقك يا بني العزيز أن نبيع دراجتك؟"

ولقد جاهدت نفسي لاحتباس دموعي. انهم يستطيعون بيع كل شيء ولكن ليس دراجتي!

وقالت لي أمي من باب التسرية عني وتعزيتي، "انك تعرف بأن عليك أن تواجه وتتغلب على الكثير من خيبة الأمل، كن قوياً، فسيأتي يوم تنسى فيه الدراجة، وتقود أجمل السيارات".

لقد قدت أجمل السيارات فيما بعد، ولكني لم أنس أبداً هذه الدراجة فقد بيعت في اليوم التالي بخمسة دنانير.

ليس الفقر عيباً، ولقد أثبت لي مستوى معيشتنا المتواضع، انني استطيع أن أحيا حياة أبسط من الحياة التي عشتها فيما بعد، وعلمني أيضاً أن أقدر قيمة المال إلى الحد الذي أصبحت فيه الآن أشعر بمتعة كبرى في منح العطايا للمعوزين."

كتاب مهنتي كملك


لا لأنصاف الحلول

لأن المواطن الايجابي لا يكتفي بالنقد

الحل: ملكية شكلية