Saturday, July 11, 2015

الرحلة الأولى لمخفر

في ظهيرة يوم سبت هادئ وسعيد، واحتفاءً بمرور مئة يوم على إعتزال مجمل "النشاطات البشرية"، قررت الذهاب في رحلة إلى مقهى.
حملت كتاب "حول التكنولوجيا، الغباء، والسعادة الدفينة في البيروقراطية"، ولوح الشطرنج (على أمل لقاء واحد من صديقين بالصدفة، (باعتبار أن كل محاولات اللقاء بالمواعيد المسبقة باءت بالفشل (آسف))، وتوجهت نحو الدوار الأول.
لم اتعدّ بضع خطوات بعد الدوار لألمح سيارة  رينج روفر سوداء تحمل لوحة مجلس نواب بدت مزورة. اقتربت من اللوحة الخلفية للتحقق فوجدتها معلقة على حاضنة بلا تثبيت. رفعتها لأجد تحتها لوحة بيضاء خصوصية نظامية، فشلتها. كررت الأمر مع اللوحة الأمامية، وزمّيت اللوحتين المزورتين وطفقت عائداً نحو الدوار على أمل تسليمهما للدورية المرابطة هناك، فلم أجدها.
ركبت تكسي، وعندما مررنا بمخفر زهران فكرت بالنزول هناك لتسليم اللوحات المزورة، ثم غضّيت النظر باعتبار أني وطيلة هذه السنين لم تطأ قدماي غرفة مخفر، وإبلش عاد سين وجيم (على طريقة المسلسلات المصرية)، وقلت لا بد من دورية على الطريق، سلّم وامشي.
نزلت عند كشك الشرطة السياحية في الشميساني، حيث وجدت شرطيين في قمة الضجر، سلمتهم اللوحات، فخفّ عقلهم. سجلوا معلومات الهوية وطلبوا مني الانتظار. إتصلوا مع ٩١١ حولهم على مخفر الشميساني حولهم على الأمن الوقائي حولهم على مخفر زهران حولهم على البحث الجنائي حولهم على مخفر زهران. عادوا القصة خمسين مرة. "الدولة حبالها طويلة" أفاد احدهم. أضاف أيضاً إنه "فيه واحد حكيت معو حمار ولو كنت مديره كان تفّيت بوجه. "
مرّت دورية بفورد كبيرة. عاد القصة. أخذوا الهوية. سجلوا المعلومات. الضابط إتصل مع ٩١١. طلع رقم النمرة مش مسجل أصلاً.
ضابط الدورية اقترح على شباب الشرطة السياحية تسجيل واقعة وتبليغ عمليات ادارتهم، فكان رد أحد شباب الكشك كالتالي:
"ولا بدنا ادارتنا تعرف بالموضوع. عمي احنا السياحية من شهرين فاضيين أشغال ما إجتناش قضية. إذا صارت قصة بتنبلش فيها الإدارة كلها أسبوع، وإحنا بدنا نروّح. بدنا نخلي مسؤولية"
***************
وصل شباب الأمن الوقائي بسيارة فورد صالون. أناقة وحضور ونظارات شمسية. بسرعة وفعالية، عادولهم الشباب القصة، أخذوا الهوية، سجلوا المعلومات.
 ولكسب الوقت توجه ثلاثتنا وبسرعة إلى الدوار الأول لضبط الرينج (حتى المذيعة إللي كانت بتصوّر لفضائية سخيفة عند الثالث ما كان "عندنا" وقت نوقف و-"نحقّق" معها، مع إنه واحد من الشبين كان إله ثلاث أرباع الخاطر، حتى صف وبدا ينزل لولا الثاني اقنعه إنه معناش وقت) . خلال الطريق حكينا عن موضوع الخرق الأمني، وسيارة "مراسم ٥" السياحية ذات اللوحات المزورة... إلي طلع همة ذاتهم،شباب أمن وقائي زهران، إللي ضبطوها.
تشاء الصدف أن يتزامن وصولنا إلى الدوار الأول مع استعداد ركاب الرينج للتحرك: عائلة صغيرة من أم وولدين كتاكيت بين سن ١٠-١٤ مع سائق أنيق، تجعلك تشعر بالندم بمجرد إدراك الحالة.
(ملاحظة هامشية كل شيء في هذا العالم، بلا فكنغ إستثناء... انتي كيلماتك بشكل مقرف... حتى الكلايماكسنغ ذاته).
نزلوا شباب  الأمن الوقائي حكوا مع المركز والسيطرة للتحقق من مالك السيارة بلوحتها البيضاء.. طلع نائب.
أجلس في المقعد الخلفي للفورد، تمر الدقائق كأنها تحمل حديداً بارداً (مقتبسة طبعاً). شباب الأمن بحكوا مع الأطفال والسائق وأنا بحاول اقرأ في الكتاب شوي، واتململ شوي، وبشعور مخبر رخيص مقرف، خاصةً لمّا الأطفال يطّلعوا عليّ. بلعب شوي بجيبة المقعد الخلفي، بلاقي حزام جلد وموس قرن غزال عدد إثنين.
يصل باص الأمن العام والدورية، وبرجع أبو حميد على الفورد، وبقولي بدك تتحمل معنا شوي وتكمّل معروفك وتسجل إفادة في...المخفر.
نزلت من السيارة فوضع شرطي يده على كتفي وفتح باب البوكس الخلفي على مصراعيه، فدار الحوار التالي:
-ممكن ما أطلع هون، وأركب جنبك.
-لأ.
-طب ممكن أروح أفرفر.
-إركب هسا.
وبس يا معلم. هيك وفي ظهيرة يوم سبت هادئ وجميل، أنا في بوكس شرطة بشبك حديد، مع كرسي بلاستيك وعلبة كوكاكولا فاضية وسجادة صلاة خضرا (وعرظ أختي)، وصوت عدة أقفال في طور التسكير بتطقطق بتناسق مرعب مع نفرات الشريان الصغير إلي بدوا ينط من أعلى راسي. وفي عندي حاجة ملحة جداً اني أفرفر....
(لا يعني بس ما هو جد حدث تاريخي! ما هذا السخف؟ أول مرة في بوكس الشرطة هيك؟ (مرة أخرى: انتي كليماتك بشكل بائس).
******************
وصلنا المخفر، ودخلته آمناً مطمئناً (نسبياً)، لا مطلوباً ولا مخفوراً، وطلب مني شرطي البوكس التوجه نحو مكتب "القضائية"، حيث تقابلت وجهاً لوجه مع ما أعتقد أنه "النظارة"...صندوق من قضبان أسخف من خم الجاج، وأجلس على المقاعد بمواجهته، وتمر الدقائق كأنها تحمل خرى الأردن كله... وأحاول أن ابحث في العشرين رقم المخزنين على التليفون عن أي إسم ممكن يروّحني عالدار خلال ٤٥ دقيقة، على الأكثر.
******************
في مكتب مدير المخفر، يجلس بالترتيب من على يمين الباب: الطفلان، السائق، واحد من شابيّ الأمن الوقائي، مدير المخفر وعلى الكنبة الثانية إلى يمينه شب ببنطلون رياضة لمّيع وبلوزة بولو بيضاء، (وبدون أحكام مسبقة وتنميط (تبين إنه)) أزعر. يقرّعني مدير المخفر باعتبار أن ما اقترفته عمل غير قانوني وغير مسؤول ولا يمكن تبريره، فحتى الشرطي عندما يشهد واقعة يطلب قوة تحقيق ومساندة ولا يتصرف بمبادرة شخصية. حاول الشاب الأزعر المشاركة بالتوبيخ فطلبت منه توجيه الكلام لمدير المخفر وعدم التعاطي معي. رفع بوجهي قطعة بلاستيك مكتوب عليها "الأمانة العامة لمجلس النواب" واصر انه موظف رسمي بمهمة رسمية.
أعلن الشب الأزعر وبحضور أن النائب يصر "شخصياً" بأن يشتكي (مع إيماءة تقليع مع كلمة يشتكي) ضد هذا الأمر الخطير الذي يهدد أمن البلد.  ومن ثم دار الحوار التالي (حرفياً):
-مدير المخفر: شو كنت بتعمل بشارع الرينبو؟
-الشب الأزعر: بِفرِّغ طاقات.
-مدير المخفر: إنت مفطر؟
-أنا: آه.
-مدر المخفر: ليش؟ إنت مسلم؟
-أنا: بركض مسافات طويلة والصيام بأثر على تمريني.
مدير المخفر: بس هيك؟!
أنا: ممكن احكيلك انه عندي مشاكل بالقولون، بس آه، هو بس هيك.
-الشاب الأزعر (مستشعراً بحنكة وخبرة فرصة ذهبية لفض الطابق): طب سيدي ممكن اطلب منك إنه احنا ناخذ النمر ونروّح،
 وإحنا بدناش اشي غير انه الله يشفيه. بندعيله الله يشفيه.
-مدير المخفر (ضاحكاً ملء النواذج): فيه شيخ شيعي عندو فتوى إنه إذا بتمشي عشرين كيلو باليوم أفطر عادي.... هعهع.
-أنا: اه جد. والله فتوى لا بأس بها.
مدير المخفر: بقلك شيخ شيعي... هعهع.
-الشاب الأزعر: لا احنا بدناش اشي. الله يشفيه. وبنروّح سيدي.
مدير المخفر (ضاحكاً وشوي مستخفاً بالشاب الأزعر): بدنا نشوف غازي بيك شو بقول.
يطلب الهوية. يطللب الإسم الثلاثي. يتصل بغازي بيك.
-استنى بغرفة الانتظار.
******************
في غرفة الانتظار تمر الدقائق كأنها يلعن أخت آلهة البشرية كلها. وكل دقيقتين بمر عليك شرطي مراهق بيسأل شو القصة. مرّات بالانجليزي. بسجلوا بيانات.
 وبعدين بنادي مدير المخفر:
"إسمع تأحكيلك...
إذا بتشوف حد بركّب قنبلة نووية وبدو يفجّرنا كلنا... ما الكش دخل... ماشي؟
تتدّخلش. ما تحكيش حتى تبلّغ. ما الكش علاقة.
بحبسك. والله بحبسك.
خلّيك بفطورك وبمشيَك.
وِصلَت؟
-وصلت يا بيك.

 نتشت الهوية من على مكتبه...سلّمت على الولدين وقلتلهم آسف عالتأخير.
مدّ الشب الأزعر ايده يسلم سحبت ايدي وقلتله "لا عفواً إنته بلاش" (انها الانتصارات الصغيرة بعد ما شخيت على حالي)،
وركض على أقرب تكسي، وعالبرندة يا معلم.
*********
وعرظ أختي ما إلي علاقة ... وعد شرف.
 مثل ما بده صايل بيك بالمخفر، ومثل ما نصحني نايف بيك بالدائرة... على راسي والله....

وبكرا تمرين هامسترينجز تسفيح، مع ١٦ كيلو بساعة وربع... بعون الله. 






Thursday, January 15, 2015

The Small Circle Jerk

This is NOT another dig on startups, small businesses and the entrepreneurship world.
We are close to the point where complaining, mocking and belittling the entrepreneur is becoming more annoying and obnoxious than the entrepreneur himself - something that was once scientifically proven to be impossible.

It’s nobody’s fault. This ‘business model’ is part of the system, just like any other job or occupation. And everyone is joining in the entrepreneurship (back) stroking ring: governments, big corporations, public figures, college dropouts, conference organizers, made-up awards festivals, programmers, gamers, anyone who has ever used a computer, pharmacy-chain owners, kids of government officials, ex-government officials and philanthropists.
Everybody has the right to play the lottery, and everybody who has ever played the lottery had a formula to win it. So we need to accept theoe people who are just trying to make a living, like everyone else. 

However, someone sneaked in between the entrepreneur and his beloved investor to form a small circle within the circle, a party that was supposed to be factual and impartial compared to the delusional world of the above: The content generator!


[Entrepreneur starts a marginal project. Attracts investor. Reporter looks for a feel-good business story, features start-up from a positive perspective hiding and spicing up some facts, entrepreneur shows article to investor, investor shares article, and journalist shares big-time investor’s share. More investors invest. More reporters report. Project grows, hypothetically. Everyone is satisfied.]


 How do you go from being a massive multi-platform game-changing super-innovative unprecedented project to complete disappearance in less than three years?(Company's Akhtaboot profile is the only remaining evidence that it once existed). 
Well, that’s what happens when the whole thing had been a scam from the first minute till oblivion. It was beyond obvious to any moron who has invested five minutes to learn anything about the project that this is where it was heading! There was absolutely no doubt that it was a facade with nothing behind it.
But, let’s not ruin a good story, even if the story is full of holes, inaccuracies, and blatant lies. That particular project managed to attract investment from a governmental body, using public money, and everyone who has participated in polishing up that project, and every reporter who took every word that the man behind it had said as a fact, is a sad contributor to the scam.

Foreign journalists are not much better. They may be even worse, sensationalizing every marginal project with an outdated and overrated sense of astonishment: “Wow, I can’t believe these people in the Arab world know how to use a computer, let alone make Youtube videos!”. Everything that happens in this part of the world is a courageous miracle from the perspective of an Ohio University journalism grad, who would use his free time in between Zaatari trips to throw in a cute little “entrepreneurship” story. 

Take this for an example:

"With war taking the lives of thousands just across the borders, Yaseen Yacoub aims to give a new perspective to the concept of creating life. The first company of its kind in the Arab world and the Middle East specialized in producing condoms... with a local flavor. In an area where premarital sex and birth control are still considered taboo subjects, an innovative and fearless project is literally, born. “This project is a thin shield that helps take our mind of the violence ravaging our region,” says an emotional Yeseen, “and we hope that what we look for in the sense of protection, safety and, most importantly, love is transpired through it.”

Wait there is more:

"Yasseen, founder and CEO, explains how the idea of “Balaleen” came up to him: “I was in line at a pharmacy when I noticed that all the condoms on display had things like “strawberry” and “cherry” flavors, and it just occurred to me that none of these flavors is Jordanian! Where is the local flavor? Where are our beloved Zaatar and Jameed aromas in OUR contraceptives?”." 

And, of course, no internationally-acclaimed story can be published without this part:

As we sit at Amman’s most famous downtown restaurant, a modest Hummus shop regularly frequented by the royal family itself, Yisin looks at the plate of Fava beans drenched in Tahini known as Fool Masri - a Hashem specialty, he looks at me, then looks down with deep eyes penetrating through the clay bowl, he exhales with a smile: “I think the world should get ready to receive the gift of the Fool-flavored fellatio.”.

And the closure with a “bang”:

For the future plans, Yasin ( sees unlimited growth potential with a solid end. “We are currently working on the Oud-scented condom line that would open the market for us in Saudi Arabia, an essential market. Next, the Arabic-calligraphy-inscription line featuring funny sexual puns from colloquial Jordanian to old classical poetry. This should be a great hit with the teenagers and the 25-35 age group of ‘Westernized’ Ammanis, who has suddenly discovered their cool Arab cultural roots.We have also signed a deal with three major Bangkok brothels to be their exclusive providers.”
From Bangkok to Istanbul this seems to be a start-up ready to stretch and expand, as it seems that it has developed some sort of a cult following, oddly enough, within the transsexual prostitution community in Turkey. “We got a brand acquisition offer from OK, the market leader in Turkey, but we prefer to blow up on our own terms.”
At any part of the world, that would be a nice little pun. But in this part of the world blowing up can take a whole new definition, and we just hope that it is always blowing up the Balaleen way, not the other way.”
Bam. That’s how you write a Middle Eastern business story, folks.  All boxes checked. Now cut my check.

So, as a reporter, you are not exactly asked to be delve into investigative journalism every time you want to write a 800-word mini feature. But if someone claims they sold one million anything, make sure you know at least one person who owns the product. If someone is pushing a copy of a popular app with localized feature, just download it and make sure it is at least semi functional. If someone is launching a “portal”, check the website and make sure it is not just another copy-paste "news agency", and as a rule of thumb, never put too much weight on Alexa rankings. For someone claiming to be covering business and economy, there are way more important numbers that you are just ignoring to to focus on jolly narrative and empty rhetoric. 


As an entrepreneur, again, it is everyone’s dream to buy an Aeron chair and hire 5-12 fresh graduates for 250-400JD a month to occasionally yell at them, while travelling around for free. Great. Everybody is wishing you luck, and nobody is jealous of your empire in the making, yet.

It is just that if you take it a little bit easy on the continuous (to quote the great Magary) self – aggrandizing masturbatory act. You will be much more lovable and gain more support. Unless this is exactly what your brand happens to be, self-promotion, without any real project to back it up, then congratulations, your mission was accomplished.(PS: Also, make sure that the reporter above spelled your name consistently throughout the disjointed 800 words, before shoving the article in everyone’s face.)As for the the investor, we just can’t complain. Rich people have expensive hobbies and we are just grateful that some chose this thing as theirs.
So if any of you  is reading this, let me introduce you to an idea for a mobile device application destined to end religion-based conflict in the world forever. 
And no I don’t mean a condom 
مكتوب عليه بخط النسخ 
وتكبر في عين الصغير صغارها