Wednesday, December 28, 2011

لا للملكية الدستورية

لأن الطبيعة اللحظية لتويتر تجعل توثيق بعض ما يجري ضرورة، وان كان تكراراً

بغض النظر عن موضوع النقاش سواء كان الدولة الريعية أو تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية أو قوانين الانتخاب أو غيرها، فإن كل النقاشات والمقالات والحوارات تبقى تدور في حلقة مفرغة إلى أن تنتهي إلى قناة واحدة يقبع في وسطها فيل يبقى حاضراً في كل غرفة.

وجود هذا الفيل يجعل كل النقاشات مجرد كلام نظري في الفراغ، أما الاشارة له فهي كفيلة بنقل النقاش من أي موضوع إلى السؤال الأزلي: من يحكم الاردن؟ أو على الأقل: من هو صانع القرار في الاردن؟ يعني يمكنك أن تقضي ساعتين في حوار حول اي من مشاكل الاردن بإسلوب علمي عميق، بدون التطرق لأكثر الأسئلة بديهية: من هو المستفيد الأكبر من "المشكلة" موضوع النقاش؟ ومن هو المسؤول؟ وما هي الطريق أو الخطوة الاولى للتخلص منها؟

فلو أخذنا مثالاً حديث الدكتور عمر الرزاز في أخر حلقات النقاش التي ينظمها موقع حبر، فسنجد أجواء أكاديمية ودية وحوار مسلي ومفيد إلا أنه ليس أكثر من جولة أخرى من الضجيج الذي أضحى مملاً.

بإختصار هناك اطاران اساسيان: ساحة حوار مكتظة إلى درجة اليأس تبحث في المشاكل التي تعاني منها البلاد، وأخرى تبحث في رأس هذه المشاكل والطريق أو على الأقل الخطوة الاولى إلى حلها. ربط الإطاران كفيل بجعل مطالب أي إنسان شبه عاقل ترتفع من إصلاح مستحيل إلى إعادة تشكيل كاملة. هناك طبعاً إجماع شبه كامل إلى أن هذا (الإحم...) التغيير الكبير ليس في مصلحة البلاد لأن الجميع راضي (حتى لا نقول منتفع بدرجات) بالنمط الريعي/الرعوي القائم، ويبقى الخلاف على الحصص هو أساس (الكثير من) دعوات الاصلاح المستحيل.


في الجانب المشرق، تساهم هذه الحوارات والندوات في تعزيز بديهية إستحالة تماهي الاصلاح مع النظام بشكله الحالي بطريقة غير مباشرة. فبالعودة إلى ندوة الرزاز نجد مثلاً:

-أن أحد أهم رجال الاقتصاد في البلد ليس لديه أدنى فكرة عن مصير عوائد التخاصية أو كيفية صرفها أو عن سبب عدم ادراجها في الموازنة.

-أن الرزاز لا يجد مبرراً لأن أن تكون موازنة وزارة الدفاع غير مدرجة بالتفاصيل في الموازنة العامة، وخاصةً فيما يتعلق بالمشتريات قائلاً: "أنا بعرف سعر الطبشورة في وزارة التربية وسعر السرنج في وزارة الصحة ولا أعرف سعر الرصاصة".

-أما "ألطف" مداخلة فقد كانت من الوزير السابق مروان جمعة الذي ما فتئ يذكرنا بأن عمر وزارته كان قصير وما لحق يعمل اشي وأن الأجندة الوطنية تم وضعها على الرف بدون بديل (بدون إثارة جزئية صاحب القرار بإقالة وزارته أو وضع الأجندة على الرف طبعاً) ، وأنه كوزير سابق ليس لديه أدنى فكرة عن أولويات أو حتى خطط الدولة!


إلحق ورا المصاري

انطباعات بسيطة حول النمط الريعي الاردني (إعادة... للتوثيق)

-مهندس النمط الريعي الاردني هو الاسرة الحاكمة حتى تستطيع أن تنافس في بذخها حكام الخليج بالرغم من عدم وجود دخل أو موارد تسمح

-الاسرة الحاكمة ما زالت تراكم ثروتها من جيوب الاردنيين ثم توزع عليهم الفتات بدرجات من خلال النمط الريعي

-نظام التوزيع الذي تستخدمه الاسرة الحاكمة على شكل "تركل داون" ناجح إلى حد بعيد ويغطي بدرجات شرائح إجتماعية كبيرة

-التركيب الاجتماعي (قلة عدد السكان وترابطهم) يسمح للأسرة الحاكمة بإحتكار ثروات الوطن ثم توزيعها بشكل يضمن اسكات الجميع بدرجات

-درجات التوزيع تبدأ بسماسرة القصر وإلى شيوخ العشائر وكبار الضباط وحتى النواب وتنتهي بموظفي البطالة المقنعة في الجهاز المدني والعسكري

-يعني الاسرة الحاكمة باعت البسكليت بخمس ليرات(*) وبعدين فتحت متحف سيارات،والجميع راضي ما دام عنده قريب بدرس/بتعالج/بتوظف عن طريق الديوان

-أي تغيير في هذا النمط يشكل خطر على تكديس ثروة الاسرة الحاكمة ومستوى معيشتها غير المتناسب مع دخل الاردن.بالتالي مستحيل

-ثروة الاسرة الحاكمة ومستوى معيشتها،ومن خلفها كبار المنتفعين، تجعل الأمل "باصلاح" حقيقي على أي مستوى مستحيل والمطالبة به سذاجة

-أما فقاعات محاكم السماسرة وكبار المنتفعين فهي إما تصفية حسابات بينهم أو فرك اذان للي بيكون زعل المعلم أوإنتهى دوره وماقعدعاقل


قصة قصيرة (*)

من أدب قصص النجاح

"عندما كنت صبياً صغيراً كنا نقيم جميعاً في دارة متواضعة تتألف من خمس حجرات مع غرفة إستحمام واحدة تحيط بها قطعة أرض صغيرة في جبل عمان، أحد تلال العاصمة السبعة. لقد كان إبن عمي فيصل ملك العراق يوحي إلي بإنطباع أنه يعيش في عالم غني ثري. وإنني لأذكر زيارة قمت بها إلى بغداد عندما كان لي من العمر عشر سنين فقدم لي فيصل بمثابة هدية الوداع دراجة متألقة متلألئة، وقد كان لدي شعور بأنني لن امتلك أبداً في حياتي شيئاً أجمل منها. وطوال سنة كاملة بقيت الدراجة محتفظة بالجمال واللمعان الذين كانت عليهما في اليوم الأول. وكنت في الصباح والمساء أدلكها وألمعها واجعلها تضيء وتشع.

وفي أحد الأيام جاءتني أمي وقالت لي بلطف:"انني أعرف بأنني سوف أشق عليك ولكن وضعنا المادي يبعث على الهم والقلق، فلكي نستطيع الخلاص من هذه الحال، لا بد لنا من بيع بعض المتاع الذي لدينا، فهل يضايقك يا بني العزيز أن نبيع دراجتك؟"

ولقد جاهدت نفسي لاحتباس دموعي. انهم يستطيعون بيع كل شيء ولكن ليس دراجتي!

وقالت لي أمي من باب التسرية عني وتعزيتي، "انك تعرف بأن عليك أن تواجه وتتغلب على الكثير من خيبة الأمل، كن قوياً، فسيأتي يوم تنسى فيه الدراجة، وتقود أجمل السيارات".

لقد قدت أجمل السيارات فيما بعد، ولكني لم أنس أبداً هذه الدراجة فقد بيعت في اليوم التالي بخمسة دنانير.

ليس الفقر عيباً، ولقد أثبت لي مستوى معيشتنا المتواضع، انني استطيع أن أحيا حياة أبسط من الحياة التي عشتها فيما بعد، وعلمني أيضاً أن أقدر قيمة المال إلى الحد الذي أصبحت فيه الآن أشعر بمتعة كبرى في منح العطايا للمعوزين."

كتاب مهنتي كملك


لا لأنصاف الحلول

لأن المواطن الايجابي لا يكتفي بالنقد

الحل: ملكية شكلية


Wednesday, November 02, 2011

(العميل الثلاثي: همام البلوي (تيزر1

هكذا ألقت المخابرات الاردنية بشاب أردني في حضن ميليشيات أفغانستان.
مقتطفات من كتاب "ذي تربل ايجنت" للكاتب الحائز على جائزة البوليتزر جوبي واريك


"أشعل إقتراح علي بن زيد (بإرسال همام البلوي إلى منطقة القبائل على حدود الباكستان وافغانستان (فاتا) فتيل نقاش حاد في المخابرات ومركز عمان لمكافحة الإرهاب الذي يدار بالتعاون مع السي أي أيه. كان من الواضح أن البلوي (لا يملك أي من مقومات) العميل؛ فهو ليس لديه أي تدريب، ولا يتحدث البشتون لغة المنطقة، ومن الصعب الاعتماد عليه بعد بضعة أيام من الاعتقال و عدد من اللقاءات على قهوة أو عشاء مع بن زيد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. على الجانب الآخر ليس هناك الكثير يمكن خسارته (من المحاولة).


تم التوصل إجماع سريع على النقاط المفصلية. بتكلفة قليلة لا تتجاوز بضعة الآف من الدولارات يمكن "إطلاق" البلوي في باكستان ومعه قصة لا بأس بها (سيرفيسبل) للتغطية على وجوده هناك. فمن حسن حظ البلوي أنه يمتلك خصائص توفر له مصداقية سريعة في بلاد الطالبان تتضمن شهادة في الطب وشخصية (الكاتب المعروف) على الانترنت. لن يتم تقديم أي مكافات كبيرة له إلا في الحالة المستبعدة بأن قام بالوصول إلى شخصية مهمة وتسليمها. لن يتم تزويده بأي أجهزة إتصال متطورة أو اي شيء آخر قد يكشفه كجاسوس إذا تم افتضاح أمره. إذا تم قتله (والفرصة لحدوث ذلك عالية بحسب التقديرات) لن يلاحظ أحد ولن يهتم أحد بإستثناء عائلة البلوي نفسه".


- وكالة الأنباء الاردنية: صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة بمايلي: استشهد مساء اليوم النقيب الشريف علي بن زيد اثناء مشاركته في اداء الواجب الانساني الذي تقوم به القوات المسلحة الاردنية في افغانستان


-نفت الحكومة الأردنية السبت صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن علاقتها بمنفذ الهجوم على القاعدة العسكرية الأميركية في أفغانستان الأربعاء الماضي والتي أسفرت عن مقتل ثمانية أميركيين معظمهم من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية.

ونقلت صحف أردنية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف قوله إن "لا أساس من الصحة لأي علاقة للأردن بحادث التفجير ولا علاقة لدائرة المخابرات بهذه الأعمال لا من قريب أو من بعيد".


-أما تفاصيل ما حدث فيمكن الاطلاع عليه عالسريع هنا...مؤقتاً


-ملاحظة أخيرة سريعة قبل أن نواصل.

همام البلوي لم يكن له اي إرتباط بالقاعدة أو افغانستان أو باكستان من قريب أو بعيد. همام البلوي لم يكن سوى عضو في منتدى إلكتروني كتب مقالات حماسية بليغة جعلته يرتقي إلى مستوى موديراتر في منتديات الحسبة. هذا هو السبب الذي دفع المخابرت الاردنية إلى إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام من اعتقاله على خلفية ما يكتب.


طبعاً إلى أن قرر الشريف الشهيد أن يلعب دور يوسف شعبان. لكن للأسف همام البلوي لم يكن محمود عبدالعزيز الأفاق الدولي الذي يجيد إنتحال الشخصيات; كان طبيب بسيط لم يكن له أن ينجح في خداع عصابات أفغانستان، تماماً مثلما لم يستطع أن يرفض عرض علي بن زيد (ترهيباً وترغيباً كالعادة) لرميه في أفغانستان.


(يتبع)

Tuesday, October 11, 2011

يسقط يسقط حكم العسكر

تنحصر مهمة الجيش في الدفاع عن الوطن وسلامته - الدستور الاردني


توطئة

من أكثر الاتهامات سذاجةً التي وجهت وتوجه ضد الحراك الشعبي وشعاراته أنها ليست أكثر من تقليد للثورات العربية ومحاولة نقل شعارات تلك الثورات وخاصةً التونسية والمصرية إلى الاردن مع إنه الاردن "غير"، وظروفه الموضوعية مختلفة عن تلك الدول.

أن سذاجة هذا الاتهام تنبع من أنه لا يعي قدرة الانسان المذهلة على إهمال "مقاطع وظواهر وأحداث" بديهية تدور حوله،بشكل تام كأنها ليست موجودة (خاصةً إذا كانت بتجيب وجع راس)، إلى أن يتم لفت نظره أو تنبيهه اليها. فكر فقط ببعض المشاهدات التي يمكنك جمعها في كتيب صغير بإسم "أشياء بدت عادية في وقتها" من طفولتك إلى أول مبارح، للتتذكر أن بعض ما يبدو روتينياً عادياً هو فعلياً مخالف لكل الأعراف الإنسانية يصل أحياناً إلى مرحلة الجرائم.

(أبسط مثال هو لو افترضنا أن هناك صورة تزين خلفية حياتك بشكل دائم، في الباص والمكتب والملعب والدكانة والشارع والبنك والمدرسة والمطعم، فإن عقلك الباطن سيقوم بالتعتيم عليها فلا تعد تراها، حتى ترى ما حصل لصور صدام ومبارك والقذافي، بتصير كل ما تشوف جدارية عملاقة مهداة من قهوة أبو العبد لامانة عمان تبتسم أمامها واحياناً قد تضحك بصوت عالي).

يعني بإستعمال فيديو إختبار الوعي المعروف، بينما تلتهي بمتابعة الكرة وعد التمريرات، بكون الدب عم بدبك على وجهك...وحتى لا نغرق بالرمزية، عد التمريرات هو كناية عن اللجان الاقتصادية والدستورية الملكية الوهمية، والمجالس النيابية الفكاهية، والسجالات والندوات العامة والخاصة والمقالات والسواليف العبثية عدا عن الانشغال بالامور الحياتية لتأمين الاحتياجات الأساسية)، أما الدبدوب الراقص في وسط كل هذا فهو "الشبح الذي يحكم البلد*" (*بحسب وصف سفيان عبيدات في ندوة حبر عن دور المخابرات).

من يحكم الاردن؟

في هذه المرحلة من تاريخ الاردن لا أحد يملك الجواب على هذا السؤال! فحتى أكبر "المحللين السياسين في البلد" من المقربين من أصحاب أعلى مناصب في البلد ليس لديهم أدنى فكرة فعلاً من هو صاحب القرار (أو العقل المدبر إللي بلعب بالنار بحسب رنا الصباغ). لكن هناك بعض المعطيات ظهرت بوضوح خلال السنة الأخيرة:

(تذكير: إكتشاف من يحكم البلد ليس مجرد حل لغز بوليسي للتسلية، لكن من أجل محاسبته في حالات الفشل وشكره في حالات النجاح)

-إتفق الشعب الاردني بكافة أطيافه أخيراً أن رئيس الوزراء،صاحب الولاية العامة دستوراً، مش أكثر من واجهة أو فزاعة (تتطور أحيانا إلى منفضة غبرة (ألطف أداة لقيتها)) ينحصر دوره في تسيير الأعمال وتنفيذ التوجيهات (من فوق من تحت مش فارقة). يعني أمين عام بدور قردين ونص: لا أرى لا أسمع ولما تيجيني تعليمات أتكلم، بقول ما بعرف.

-بالمقابل هناك خلاف في أوساط الطبقة المفروض انها فهمانة وبتحب تخرج بنظريات في هوية حاكم البلد: مجموعة تصر على أن المخابرات تلعب دور كبير في حكم البلد لكن تحت سيطرة القصر، ومجموعة ترى أن المخابرات تتدخل في إدارة البلاد بالرغم من إرادة الملك على أساس أنها لعبت دور كبير في تنصيبه. مجموعة بتحكي هو بدو يقلص دوره بس المنتفعين ما بدهم وأخرى بتقلك إذا راحو المنتفعين بهتز العرش.يدخل تحت هذه الفرضيات الحديث عن قوى شب عكسي ورغبة بالاصلاح، و هو بدو بس مش قادر،والدجاجة من البيضة أو البيضة من الدجاجة. وعلى رأي القاعدة البسيطة: تتبع المصاري: تبادل مصالح مع طبقة منتفعين توفر مستوى معيشة على مستوى أمير قطر وسلطان بروناي فبلعبوا سوا سوا، وأي تغيير حقيقي ليس في مصلحة أحد.

إستنتاج يؤسس لنظرية

الأجهزة الأمنية في الاردن لا تتدخل في الحياة السياسية لأنها هي ذاتها "الحياة السياسية"، فالجيش والمخابرات والأمن العام والدرك والبحث الجنائي، وكل الأجهزة البولسية التي ترتدي الزي العسكري هي مؤسسات الحكم الفعلية في البلاد. عشرات الالاف من البكوات والباشوات من حملة الياقات الحمراء هم من يرسمون سياسات الدولة ويمثلون مؤسستها الوحيدة الفاعلة التي تلعب أدوار السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. كل "مظاهر" الحكم المدني من وزراء ونواب وحتى مدراء الدوائر ليسوا أكثر من واجهات (أو أبواب استرزاق أخرى لإصحاب الحظوة) أكبر واحد فيهم ما بمون على بصلة. يكفي دليلاً أن مجرد الحصول على هذا المنصب المدني الوهمي يحتاج للحصول على موافقة من تلك الأجهزة العسكرية.

وضماناً للسيطرة الكاملة للمؤسسة العسكرية فإن حتى هذه المؤسسات المدنية المخصية يتم اغراقها بمنتسبي الجيش السابقين، فيتم تسويقهم كسياسيين وزراء ونواب، لا بل وحتى كرموز معارضة، على أساس أن خلع الزي العسكري يكفي لتحويل عقلية تنفيذ أوامر من هم أعلى منك رتبة بلا نقاش إلى عقلية سياسية تتفاوض وتنصح وتخالف، حتى أنها قد تخالف من كانوا حتى أشهر قليلة قادتهم العسكريين ممن كان مجرد النقاش معهم يعتبر جريمة! في الاردن ممكن في اي لحظة أن يكون رئيس الوزراء ورئيس الديوان ورئيس مجلس النواب وزعيم المعارضة كلهم نتاج الأجهزة الأمنية, بمختلف مسمياتها.

هل هناك فرق بين خطاب اللواء معروف البخيت على نشرة الأخبار بعد 24 اذار وخطب اللواء محسن الفنجري الشهير،بمافي ذلك حركة الاصبع؟ منذ إنقلاب القصر على حكومة سليمان النابلسي البرلمانية تم تشكيل 44 حكومة منها 22 برئاسة عسكر.هل يستطيع متابع للمؤتمرات الصحفية الأخيرة بين وزير الداخلية (سواء السرور أو الساكت) ومدير الأمن العام أن يحدد من هو الرئيس ومن هو المرؤوس؟ يكفي أن وجود وزراء داخلية بهذا الضعف والتهلهل في مرحلة لا شك أنها حساسة دليل على أن وزير الداخلية ليس له دور أساساً في اي من الامور الداخلية. هل يستطيع رئيس الوزراء بوصفه وزير الدفاع أن يرفع سماعة التليفون للإتصال مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للإستفسار عن أعداد الجنود الاردنيين ممن حالياً يخدمون في الخارج،أو السؤال مثلاً عن صفقة طائرات سمع أن هناك من "يفاوض" عليها؟ كيف يمكن أن يكون رئيس الوزراء صاحب الولاية العامة وقائد الجيش (إذا لم يكن حتى مدير المخابرات ومدير الأمن العام وقائد الدرك) أعلى سلطةً منه، ولو حتى معنوياً؟

نحو الدولة المدنية

لا شك أن الجيش العربي الاردني لعب دوراً محورياً في بناء الهوية الاردنية (بغض النظر عن دور جون باغت كلوب في رسم الملامح، فالعودة إلى دراسة جورج مسعد أثار استعمارية تطول وليس هذا المجال)، كما عملت المؤسسة العسكرية في سد فراغات كبيرة عجزت أجهزة الدولة الخدماتية عن إيجاد حلول لها في التعليم والتموين والتوظيف. لكن بناء الدولة المدنية العصرية يبدأ من الحد من تدخل الجيش في كل مناحي الحياة وتكريس جهوده لإداء واجبه الدستوري الوحيد وهو الدفاع عن حدود الوطن، إن لم يكن لشيء، فللحفاظ على هيبته.

وفي اطار الدولة المدنية، فإن الجيش وقيادته وموازنته التفصيلية تخضع لسلطة رئيس الوزراء (منتخب أو معين أو حتى لو كان البخيت). أما افراده من شتى الرتب فيتمتعون بسائر الحقوق التي يتمتع بها المواطن الاردني: فلا منح ولا مقاعد جامعية ولا إعفاءات جمركية تباع بالسوق السوداء، ولا سيارات تتسوق لإحتياجات المنزل ولا قصور ولا فوائض نقدية في أدراج مكاتب الباشوات ولا حتى إلغاء لمخالفات السير أو تجاوز للدور في دائرة الحكومية. فكل هذه الإمتيازات مخالفة للدستور، وكل المواطنين سواسية في خدمة الوطن، كل في موقعه.

أما مهزلة الذراع الاستثماري للجيش التي تدير المشاريع العقارية الضخمة وتتاجر بالشقق والمواد التموينية فهي من الخطورة بأنها بدأت فعلاً بتحويل الجيش من المؤسسة السياسية الوحيدة في البلد، إلى المؤسسة السياسية الوحيدة والفاسدة، ليس فقط من ناحية إبتلاع نصف موازنة الاردن بلا حسيب أو رقيب، لا بل "بإستثمار" هذه الأموال في بزنس لا يدري أحد كيف يتم تمويله ونفق ارباحه، وبدون تكرار للتفاصيل.


خاتمة

لا بد أن نتفهم أن يهب الحاصل على هذه الامتيازات غير الدستورية للدفاع عن هذه الإمتيازات، التي لا شك أنها تفوق بكثير مساهماته، فيلجأ إلى الريتورك المستهلك وكليشيهات برنامج حماة الديار، من تضحية ودرع وزهرة شباب وذود عن الحمى وخضب بدمائه وثرى وتراب، مع بعض التخوين طبعاً لمن يكرهون الوطن ولم يتمرمغون في العسكرية ولم يحملون السلاح (المرخص طبعاً) ... وهذا الخطاب المقاتل التخويني يأتيك على الأغلب من المقعد الامامي لسيارة فورد إكسيرجين من 10 مقاعد بتلفلف بعبدون بنص النهار، إحتمال مع سائق، وإحتمال بدون.

لكن تذكر عزيزي المدافع عن مكتسباتك (وهذا حقك) أن فتح باب التجنيد بحد ذاته مكرمة، وأن ترفيعك مكرمة محكومة بمدى ولاءك وولاء عشيرتك وليس محكوم بالأداء أو الكفاءة أو التضحية، وأن الجيوش التي تبنى على المكرمة والاستنفاع غير مؤهلة أساساً للدفاع عن الحمى والثرى والتراب ولا بتعرف تحارب. وتذكر أن الجيوش التي تعمل في السياسة والبيزنس مباشرة أو من وراء حجاب هي ليست أكثر من درع آخر من الأجهزة البوليسية للدول الشمولية،مهمتها الوحيدة الدفاع عن مكتسباتها والدفاع عن من يصرف لها هذه المكتسبات، مهما تطلب الأمر.


Thursday, September 15, 2011

في العلاقات الاردنية الصهيونية

الربيع الاردني المنشود لا يمكن ان يبدأ إلا من نقطة تعريف الكيان الصهيوني كعدو أساسي وخطر على تكوين الدولة الاردنية العصرية


توطئة: فك الارتباط

ما زالت الضفة الغربية قانونياً وإدارياً حتى هذه اللحظة جزء من أراضي المملكة الاردنية، ومن البديهي أنه بإستنثناء كلمة عابرة أو "لغوة" وردت في خطاب لإعتبارات تتعلق بطبيعة تلك المرحلة لم يأخذ النظام الاردني هذه الدعوة (أو بالأحرى الادعاء) للإنفصال على محمل الجد ولم يتم إتخاذ أي إجراء تشريعي أو قانوني لتفعيلها. من يسمع المطالبات اليوم بدسترة وقوننة "قرار" فك الإرتباط يخال له أن القدر لم يمهل الملك الراحل طويلاً بعد خطابه التاريخي لإتخاذ أي خطوات نحو التخلي عن "ضفته الغربية"! إنتظر الملك حسين 14 عاماً بعد قمة الرباط (التي قررت أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني) قبل أن ينطق بكلمة واحدة حول قرار مؤتمر القمة الذي رفضه بشدة وقتها، ومضت 11 سنة أخرى بعد أن تفوه بالكلمة السحرية (فك الارتباط) مرت بها البلاد والمنطقة بشتى التغيرات والتحولات السياسية لكن مع المحافظة على ثابت وحيد: غموض الموقف الاردني من علاقته السيادية بالضفة الغربية.

السبب في ذلك واضح وبسيط: النظام الهاشمي كان ومازال يعتبر الضفة الغربية جزء من مملكته، بذل في سبيل ضمها الغالي والنفيس (إلى حد التواطؤ وبدون تفاصيل لأنها تطول). لا بل أن النظام الهاشمي يرى في القدس أساس لشرعيته الدينية (التي تمثل جزء إن لم يكن أساس لشرعيته في الحكم) وويرى في القدس بديل للشرعية الدينية المسلوبة من الهاشميين في الحجاز. برغم كل الضغوط الداخلية والعربية والدولية وعمليات السلام ومعارك كسر العظم مع ياسر عرفات وغيرها حافظ النظام على هذه العلاقة الغامضة مع الضفة الغربية التي تحفظ له مسمار جحا وأكثر، شاء من شاء وأبى من أبى.

محصلة: على حزب الفاشست اليميني الاردني الخائف (كذباً) على "الهوية الاردنية" الأصلية التي تشكلت منذ أيام المماليك ومنذ أيام مؤتمر إم قيس والهية ويخاف أن يتلوث نقاء العرق الاردني، على هذا الحزب أن يوجه سهام نقده إلى النظام الاردني (والهاشميين تحديداً) الذي يرى في الضفة الغربية إمتداداً لمملكته ويرى في سكانها على الضفتين شعب واحد مش شعبين، بدلاً من شق الصفوف وصب الكراهية ودعوات الإقصاء على أبناء وطنهم الذين جنسوا قسراً والذين يستمر النظام باستخدامهم كورقة ضغط لحل مشاكله الداخلية والخارجية.

أما أن يخرج حماة
الهوية هؤلاء في دبكات الولاء والإنتماء ويقوموا بكتابة المراثي التي تخلد عظمة الحسين وعبدالله الأول وتشيد بحنكتهم، ومن ثمة يعودوا ليطالبوا "الحكومات" الفكاهية بسن تشريعات تدستر فك الارتباط فهذه هي قمة الجبن والإنتهازية. من يريد العودة إلى أردن ١٩٢١ الخالي من الغرباء فلينضم إلى عويدي العبادي والكساسبة وغيرهم من المفاصيم وليطالب بالجمهورية. أما لوم المواطنين الاردنيين على سياسة النظام ومطالبتهم بخوض معارك فردية في مواجهة سلطات الاحتلال للحفاظ على هويتهم والتثبت بها، فهذا هو السخف بعينه.


استعادة الضفة الغربية حرباً أو سلماً

بإنهيار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير فإن على الاردن الآن مسؤولية أدبية، لا حتى تاريخية وقانونية لبذل كل جهد ممكن لتخليص الضفة الغربية من الاحتلال الصهيوني سلماً أو حرباً. بعد طرد الإحتلال الصهيوني من تلك المساحة الجغرافية التي علمتنا كتب الاجتماعيات والنشرة الجوية على التلفزيون الاردني (وحتى آثار الخريطة المرسومة فوق جسر وادي صقرة حتى اليوم) أنها جزء من المملكة الاردنية، يمكن عندها التفاهم مع فلول السلطة والمنظمة على صيغة حكم مشتركة أو منفصلة أو فدرالية وكونفدرالية أو غيرها،والأهم يمكن عندها ومن خلالها تعريف "المواطن الاردني"، لا بل حتى يمكن إخضاع أراضي الضفة الغربية المحررة إلى إستفتاء شعبي حول شكل وهوية الحكم (خلافاً لما جرى في وحدة ١٩٥٠ القسرية).

عندما سقطت القدس في أيدي الصهاينة كانت بعهدة وحماية الجيش العربي الاردني وتحت سيادة الدولة الاردنية، ومن المخجل أن تتنصل هذه الدولة من مسؤليتها عن وقوع نصف مساحتها الجغرافية وثلاث أربع مدنها تحت إحتلال أجنبي، بحجة أنها لم تعد مشكلتها، وأنها أصبحت مشكلة منظمة التحرير وياسر عرفات والسلطة ومشروع الدولة الفلسطينية! مهما بررنا لهزيمة حزيران وحتى لو إن عبدالناصر خدعنا وتركنا بلا غطاء جوي ولم نكن مستعدين وحاربنا حتى آخر جندي، هل هذا يبرر تسليم الجيش العربي الاردني بالهزيمة؟ خسرنا معركة كبيرة وانتصرنا بأخرى أصغر، طيب بعدين؟ النتيجة؟ بقيت الأرضي معهم! هل هذا يعني أن الحرب انتهت؟ يعني بالعربي، ياخذو ارضنا والقدس ويطردوا مواطنينا عادي، بس يعلموا علينا كمان بسفارة نفس الجيش إلي إنهزم يحميلهم اياها؟ والله كثير.

إذا صحيح "عندنا جيش وحاربنا (الصهاينة) أكثر من مرة" فالأجدى بهذا الجيش أن يعيد بناء عقيدته العسكرية على أساس أن الصهاينة هزموا هذا الجيش في مرحلة ما وأخذوا اراضيه لكن الحرب لم تنته، وأن استعادة الضفة من واجب هذا الجيش. بعد إستعادة الضفة سكان الضفتين بوزعوا حالهم بينهم وبلاقوا طريقة حكم ترضي الجميع، وبعدين ممكن نحكي في مواضيع السلام.


سقوط وادي عربة

لم تكن المعاهدة الاردنية الصهيونية يوماً حلاً منفرد على طريقة كامب ديفيد، ولا يمكن لها أن تكون كذلك أساساً نظراً للتداخل الديمغرافي (الذي أهملته وادي عربة بشكل مضحك، جعل من يقرأ نصوصها يعتقد أن كل أساس النزاع الاردني الصهيوني هو شوية مياه على نتفة أراضي في الغور، أما مليون لاجئ وأكثر مش بيناتنا). على العموم كان يفترض بوادي عربة أن تكون جزء من عملية سلام كامل في المنطقة اساسها فلسطين. بإنهيار العملية بأكملها وإنهيار الاتفاقات الاخرى ومع فرض الصهاينة للأمر الواقع على الأرض بشكل يجعل اي حل نهائي في إطار المفاوضات مستحيل فعلياً، فإن وادي عربة تسقط تلقائياً. فالمسار الفلسطيني-الاردني مسار مشترك، بدأ بوفد مشترك وكل خطوة يقوم بها الاحتلال في الضفة الغربية لها إنعكاس مباشر على الاردن.
(مداخلة سريعة: حتى لو افترضنا أن ياسر عرفات ضحى بوحدة هذا المسار في أوسلو، فماذا يجبر الاردن على الانسحاب من كل العملية وتوقيع إتفاقية تعزله عن كل ما يمكن أن يحصل في الضفة الغربية من أمور لها تأثير مباشر عليه، ليقف في موقف المتفرج أمام اتفاقات كان من الممكن أن تؤثر على الملايين من مواطنيه، حتى لا نقول اتفاقات تؤثر على أراض قانونياً تابعة له!).

على العموم، فإن اجراءات الصهاينة على الأرض في الضفة الغربية من إنشاء الجدار العازل، وإستخدامه لضم الأراضي وسرقة آبار المياه وبناء المستوطنات والعمليات العسكرية في الضفة هي أعمال عدوانية من وجهة نظر اردنية (سواء إعتبرنا هذه الأراضي تابعة للأردن أم لا فإن هذه الإجراءات خطيرة على الاردن) وهي أيضاً تستوجب إلغاء المعاهدة (أو على الأقل توجيه الإنذارات بأنها تهدد المعاهدة).

لا بد من التذكير أن الصهاينة لم يتوانوا عن شن عملية عسكرية على الأراضي الاردنية عام ١٩٩٧ وقاموا بالإعتداء على السيادة الاردنية من خلال إختراق الحدود من قبل قوة خاصة وتنفيذ عمل حربي (آكت أف وار) بمحاولة إغتيال مواطن أردني في قلب بلده. (بالمناسبة وللتذكير أيضاً، فإن مبادلة أسرى الحرب بالدواء المضاد وإطلاق سراح أحمد ياسين لم يكن كافي نهائياً في وقتها (راجع تاريخ تبادل الأسرى مع الصهاينة أو تبادل الأسرى مع حزب الله)، لكن إغتيال أحمد ياسين بعدها ببضع سنوات كان مبرر أكثر من كافي لإلغاء المعاهدة بعد أن أثبت الإغتيال أن الصهاينة يعتبرون الاردن، كياناً وملكاً وشعباً مجرد مسخرة.)

إذا اضفنا الخروقات التقنية الاخرى وتحديداً في موضوع المياه (في لقاء صحافي مع دريد محاسنة مسؤول ملف المياه في المفاوضات، شرح بإسهاب أن الجانب الصهيوني لم يلتزم بأي من الاتفاقات الموقعة حول موضوع المياه)، فإن هناك العديد من الأسباب الموجبة لإعتبار معاهدة وادي عربة لاغية، وذلك حسب شروط المعاهدات الدولية التي تجعل إلتزام الأطراف ببنودها أساس تطبيقها.


خاتمة: رفض التفاهم التاريخي

إذا كان الاصلاح الحقيقي في الاردن المتمثل في ملكية شكلية لا تشارك بالحكم بأي شكل من الأشكال والإنتقال إلى المدنية الكاملة والمساواة بين المواطنين، حقوقاً وواجباتاً وتمثيلاً يحتاج الاجابة عن سؤال المواطنة أولاً، فإن الاجابة عن هذا السؤال لا يمكن أن تحصل بدون "إصلاح" العلاقة المختلة بين الاردن والكيان الصهيوني، واعادة تعريف هذا الكيان كعدو يحتل أراض من أراضي المملكة ويتحكم بمواطنيها.

والطريقة الوحيدة لإمكانية تعريف العلاقة مع الصهاينة كأعداء حتى إستعادة الضفة الغربية (على الأقل) هو الضغط بشدة نحو رفض التعاون والتفاهم التاريخي (حتى لا نقول الشراكة الإستراتيجية في المنطقة) بين النظام الهاشمي في الاردن والصهاينة. وكل من يرفض الاعتراف بوجود هذا التفاهم (على أقل تقدير) ويرفض الاعتراف بضرورة تقويضه من أجل تحقيق الإصلاح في الاردن، إما جاهل لم يطلع على تاريخ المنطقة، أو إختار أن يعيش في حالة من نكران الواقع صقلتها طقوس عبادة الأفراد.

Saturday, September 10, 2011

نفحات من تاريخ الاردن I

إختيار عمال الأقاليم وأهم رجل في الاردن
فيما يلي ترجمة لمقطع صغير من كتاب ذي واي أف ذي وورلد للصحفي الحائز على جائزة البوليتزر رون ساسكيند. الكتاب نشر عام 2008 ويروي أحداث من فترة حكم بوش ويقدم بعض شخصيات تلك الحقبة واثرها في السياسة الخارجية الامريكية. أحد أهم تلك الشخصيات في الكتاب هو روب ريتشر.

"
بعد عدة مهمات في الشرق الأوسط ارسلت السي أي أيه روب ريتشر إلى عمان ليستقر هناك مطلع الثمانينات. منذ البداية وبشكل غير متوقع طلب الملك حسين من ريتشر أن يمضي بعض الوقت مع ابنه عبدالله، شاب ذكي بدون إلتزامات كثيرة وصاحب فرصة محدودة في الوصول إلى العرش نظراً إلى أن أمه إنجليزية. أقبل ريشر على هذه المهمة بحيوية كبيرة فهو ينجح دوماً في الموافقة بين المشاريع المستقلة مع مهمات العمل السرية. بحلول عام 1999 كان ريتشر، رجل البحرية السابق صاحب التفكير السريع والآكشن الأسرع، قد ساعد في قيادة إبن الملك إلى مرحلة الرجولة. ريتشر كان لعبدالله مثلما كان كارل روف (لجورج بوش).
تزامن هذا (تطور العلاقة) مع اصابة الملك حسين بسرطان الغدد اللمفاوية ووجود عدد من المرشحين لخلافته. السي أي أيه كنت مهتمة جداً بالموضوع فالأردن ذو أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة فهو من موقعه بين إسرائيل والعراق يمثل مدينة حدودية كبيرة كما أن له دور مهم كوسيط نزيه نادر في منطقة مليئة بالمشاكل. الأمير حسن شقيق الملك كان قد حمل منصب ولي العهد لفترة طويلة وكان متوقع أن يستلم العرش. أحد أبناء الحسين (الاخرين أيضاً) كان له فرصة.

لكن عبدالله، الحصان الأسود، كان إلى جانبه ميزة غير عادلة أعطته أفضلية إشتكى منها منافسوه: ريتشر، الرجل الذي يمتلك مهارات جعلت حتى زملاؤه في السي أي أيه يشعرون بأنهم لا يمكن أن ينافسوا ريتشر. كانت النتيجة هي أن إستدعى حسين، الذي كانت قد تأكدت عدم إمكانية شفاؤه، ريتشر إلى منزله في ضواحي واشنطن وأخبره بأن عبدالله سيكون الملك القادم. في هذه الأثناء كانت زوجة الملك حسين نور قد أبقيت خارج الغرفة، وكذلك عبدالله الذي تم استدعاؤه إلى داخلها بعد ذلك بقليل. بحسب رواية ريتشر، الرواية التي تم تأكيدها من مصادر أخرى مطلعة على الأحداث، فإن ريتشر هو من نقل الخبر الى عبدالله بينما كان حسين ينظر اليهما ويهز برأسه موافقاً.
في تلك الليلة خرج ريتشر والملك القادم إلى مطعم وبار ناثانز في جورجتاون إحتفالاً بنصر، كان في الواقع إنتصاراً للرجلين. كانت تلك الليلة الاخيرة لعبدالله بدون مرافقين أو حرس، ليلته الأخيرة كرجل مدني وليس كملك المستقبل. عندما أعلن البارتندر عن موعد الأغلاق القريب، قال عبدالله لريتشر: "يجب أن اذهب إلى المنزل الآن لأرى زوجتي".

لم يكن الملك قد توفى بعد لكن اوضاعه كانت تسوء بسرعة مما فتح الباب أمام شهر أو أكثر مليء بالمشاكل والصراع على السلطة. هذه المشاكل دعت حسين المحتضرللإتصال بمدير السي أي أيه في وقتها جورج تننت من سريره في مايو كلينك طالباً منه أن يكف يد ريتشر عن التدخل صارخاً "إذا لم توقف ريتشر فإننا سنواجه حرباً أهلية". تيننت بدوره إشتعل غضباً وراح يصرخ في الطابق السابع لمبنى السي أي أيه بأنه سيطرد ريتشر. وكان من الممكن أن يفعل ذلك لو كان لديه الوقت الكافي.

لكن حسين توفي في اليوم التالي وفي تلك اللحظة أصبح ريتشر واحد من الموظفين القلائل في الحكومات الأمريكية الذين لا يمكن الإستغناء عنهم، فهو الرجل الذي ساعد على صناعة ملك. لم ينل هذا التطور رضا تيننت بينما إكتفى موظفي الوكالة الآخرين بهز رؤوسهم، فقد نجح ريتشر أن يناور بشكل أفضل من كل الوكالة مجتمعة. بعد أيام من وفاة الملك كان ريتشر على طاولة الافطار عند هيلاري وبيل كلينتون يقدم لهم شرحاً مختصراً عن شخصية الملك الجديد وماذا يمكن أن يتوقعوا من الاردن مستقبلاً. خلال وقت قصير كان ريتشر يستفيد من تلك المكانة الخاصة لدى الحكومة الأمريكية لزيادة نفوذه في المنطقة بأكملها، و أصبح من الصعب الحكم إذا كان يفعل ذلك لمصلحة السي أي أيه أم لمصلحته الشخصية.

في السنوات التي تلت، يمكن القول أن الملك تلقى نصحاً ممتازاً جعله من المفضلين عند جورج بوش وفي نفس الوقت حافظ على رصيد وعلى الاحترام بين المسلمين في منطقة تحمل مشاعر معادية للأمريكيين. ريتشر وعبدالله يثقان ببعضهما إلى أبعد الحدود، ويذهبان في رحلات معاً وهما الآباء الروحيين لابناء بعضهما البعض. هذا الوضع الخاص جعل ريتشر رجل قوي (وصاحب تأثير). ترك هذا الرجل السي أي أيه والحكومة في صيف 2005."

على البيعة
مقطع مترجم من مقال من عام 2006 عن "شركة الحماية الخاصة" بلاكوتر ودور روب ريشر فيها، للصحافي الإستقصائي كن سيلفرستين من مجلة هاربرز
"بعد أن استقال ريتشر من منصبه في السي اي أيه، إستلم فوراً منصب نائب رئيس الإستخبارات في بلاكوتر. ريتشر كان يشغل منصب رئيس شعبة المخابرات المركزية في الشرق الأدنى وخدم فترة طويلة في عمان، حيث كان يشغل منصب رئيس محطة منذ بداية 1999. كان ريتشر يمثل رجل الإلتقاء (بوينت مان) للوكالة مع الملك عبدالله ونشأت بينهما علاقة وثيقة للغاية. "كانت هناك بعض التقلبات في علاقاتنا مع الأردن، لكن الملك كان دائما على علاقة جيدة مع وكالة الاستخبارات المركزية" ، قال شخص مطلع على الوضع، واضاف "علاقة الملك الأساسية هي دائما مع السي أي أيه، وليس مع السفير الاميركي".

دعمت السي اي أيه "خدمات" الاستخبارات الاردنية ببذخ، وأرسلت ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة للتدريب الاستخباري. بعد أن تقاعد ريتشر تقول بعض المصادر أنه
انه ساعد شركة بلاكوتر على عقد صفقة مربحة مع الحكومة الأردنية لتقديم نفس النوع من التدريب الذي تقدمه السي أي أيه.
ملايين الدولارات التي "استثمرتها" الوكالة في الاردن خرجت من الباب مع ريتشر. لو كان هذا فيلماً لكان مزيج من جيري ماغوير وسيريانا. "هناك أشخاص في الوكالة مستائين" يقول أحد المصادر. "عبدالله ما زال يتصل مع ريتشر بإنتظام وهو يظن أنه يتصل معنا. ما زال يعتقد أن ريتشر هو (المسؤول أو صانع القرار) (ذي مان).

سؤال ممكن يكون وممكن ما يكون إله علاقة
هل حقيقة علاقة الاردن بشركات الحماية الخاصة أمثال بلاكوتر ودينا كورب وتربل كانوبي تتعدى الدعم اللوجستي (الذي أصبحت اخباره معروفة) من مكاتب وتدريب وخدمات وتموين وغيرها لتصل إلى مرحلة شراكة إستراتيجية (أو حتى تجارية) وعلى أعلى المستويات؟؟

Wednesday, August 10, 2011

سواليف رمضانية فارطة

سواليف رمضانية فارطة
أيمن الصفدي ياسر أبو هلالة والعصفور المتجمد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً


يحق لكل انسان بأن يكون - جدجمنتل - إلى حد ما فيصدر أحكاماً على الناس تحدد طريقة تعامله معهم. ببساطة الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة، وحتى لا نغرق في الأمثال الشعبية والاستعارات التمثيلية لنقتبس من احد أهم الأفلام العربية في السنوات العشر الأخيرة "إلي بالي بالك": يعني مثلاً شب لابس برمودا أبيض شفاف مع بلوزة شبك بدون كمام وشعر سبايكي، ايش بدو يكون، طيار مثلاً. أو واحد هو و كل عايلتو موظفين ديوان، شو بدو يكون، ناشط من أجل الإصلاح الدستوري! يعني لو لم تكن الستيريوتايبس فيها نوع من الصحة لما كانت ستيريوتايبس أساساً، برغم ما تحتويه هذه الجملة السابقة من ضيق نظر (بس أمهلني قليلاً عزيزي المستمع، جاييك بالحكي).


ضيق الافق الحقيقي هو في من يكتفي بالأخذ بالمظهر ويصر عليه بدون أدنى محاولة للإستكشاف، حتى لو بحذر فيخسر الكثير؛ وأذكر في هذا المجال حادثتين على المستوى الشخصي:

-الشب العربي إلي حاطط وشم على ذراعه الذي عاهدت نفسي أول ما شفتو في 2001 على اني اتجنبه طول فترة الدراسة، ليصبح فيما بعد رفيق سكني وصديقي الوحيد وأحد أهم ثلاث شخصيات تركت أثراً في حياتي، بدون مبالغة.

-المجلة التي تصفحتها بدون إهتمام وبحكم مسبق بأنها تبدو تافهة، لتصبح محور حياتي لأربع سنوات، و ما زلت أصر حتى بعد مغادرتها على أنها أفضل مطبوعة محتوًى وتصميماً وتحريراً وسقفاً صدرت في الاردن في آخر خمس سنوات.

وطبعاً خذ بعين الإعتبار الجانب الآخر: الحكم الايجابي المسبق الذي تكتشف فيما بعد أنه مظهر لم يكن إلا لأهداف تسويقية أو موضة، مثلما وصف محمد طمليه الرفيقات صاحبات الشعر المعقود على هيئة ذيل فرس. يعني بإختصار، الأسلوب العلمي في البحث بقلك، حط الفرضية إستناداً على المشاهدات والمعطيات والمراجع، بس اختبرها، حتى لو عالسريع، واطلع بالنتائج.


المحادثتان المختصرتان التاليتان دليل عملي على الإختبار السريع، وهما صراحةً ليستا على قدر كبير من الأهمية (ولا حتى اي أهمية)، بس يمكن فيهم عبرة صغيرة صغيرة، ويمكن تساعدك كل السلافة، رفيقي الصائم، على تضييع كمان شوية وقت خلال ساعات العمل.


التجربة: حوار أيمن الصفدي على تويتر

الحكم المسبق: أيمن الصفدي وكل من يوافق على أن يصبح جزء من هذا النظام بصورته الحالية من طاهر العدوان إلى فيصل الفايز هو عبارة عن بوق للنظام، خاصةً إذا كان ارتقى من مستوى بوق صغير في حكومة طيارة إلى بوق في الديوان. طبول النظام خاصةً ممن يحتلون مناصب إعلامية "ناطق رسمي وما شابه" لهم دور سيء صحافي (بشد الحاء من محمد سعيد) في تلميع النظام لمصالح شخصية وللتكسب من الفتات.

النتيجة: لم ينجح الرفيق الصفدي في تغيير الإنطباع أعلاه حول رجالات النظام بشكل عام (منتفعون ومطبلون) لأن الأدلة والامثلة كثيرة وقناعتي الشخصية في هذا المجال صلبة، لكن اقنعني باحتمالية وجود أشخاص أصحاب نوايا طيبة ينضمون لفرق الدبكة (على أمل إحداث تغيير ولو بسيط، وطبعاً يفشلون. (طب ما يختصروا البهدلة أشرف!))، لا بل حتى نجح الصفدي في احراجي في بعض المواقف، من خلال أسلوبه في الحوار، الذي حتى وإن إنزلق إلى بعض الاتهامات بيننا إرتقى إلى الوصول إلى نقاط للإتفاق! طبعاً مش معناتو إنو أنا وأبو الصفدي صرنا على العظم (مع إنو اتفقنا نتبادل كتب وعزمني عالغدا) ولا إنو النظام مظلوم وإصلاحي ومش حرامي، بس الزلمة شكلو مرتب وأخذ من وقته لسماع وجهة نظر مخالفة، وناقشها بروح رياضية.


التجربة التي سبقتها: تبادل سريع مع ياسر أبو هلالة عبر الإيميل

الحكم المسبق: أبو هلالة منافق لأنه يدعي أنه نصير حرية التعبير وهو في الواقع (وعلى طريقة الإخوان المسلمين) يرفض اي رأي يخالفه لا بل يذهب لتكفيره وسبه، بإعتبار بأن رأي أبو هلالة والإخوان إلهي لا يحتمل النقاش.

خلفية الحكم: نشر أبو هلالة مقالاً في كانون أول 2008 على مدونته بعنوان "أعمال طائشة في غزة" وتركت تعليقاً على المقال لا أذكر تفاصيله ولكن أظن أنه كان حول تكتيك حماس ونزار ريان، وعلى ما أذكر أنه كان يتساءل بإن كان من الممكن إعتبار من يتزوج أربعاً اخرهن أصغر من أولاده طالب دنيا أم طالب اخرة، كما تساءلت إذا كان القائد العسكري الذي كان يعلم أنه مستهدف ولزم بيته بالرغم من ذلك قد أعطى زوجاته الأربعة الخيار بالبقاء معه طلباً للموت من أجل الحياة أو مغادرة المبنى؟). على العموم الموضوع ليس نزار ريان، لكن نصير الرأي والرأي الآخر لم يكتف بشطب التعليق وانما ترك تعليق رد عليه رداً ليس بلطيف.

النتيجة: تأكيد الحكم المسبق


الحوار مع الصفدي (الصفدي بالفاتح)

Our value system and culture have deteriorated so much that some of those defending crimes against syrian ppl claim nationalism


Our value system & culture have deteriorated so much that people who enforced the virtual district law claim to b reformists.


don't know wht u getting at bt if u r equating judgment on election law 2supporting crimes then criteria questionable sir


what I'm getting at YE is: some1 who's a part of a corrupt regime,from a minister to an RC rep,better hold opinions 2 himself

I mean u can't eat ur cake & shove it in our face as well. Stick to chanting hashmi hashmi & wait for ur recycling term

What I'm getting at is :noone is interested in the brave opinion of corrupt regime crony on other fascist regimes to score points


seems sir u judged, condemned. Wd say corruption is mental state wher ppl r prisoners of dogma. That's no ground 4discussion


you're implying that the Jordanian regime is not corrupt & Klyptocratic? My bad.You probably know better.I apologize. #KingPoor


ur words speak more about u than about regime or those who proudly served their country. Defamations ring shallow


I didn't defame anyone.If u can prove regime head(s) historically didn't inflate the RF (royal family) fortune then u have the right to sue me

&unfortunately people who cover up/contribute to that inflation of wealth justify it by claiming they r serving the country


and 4 u to know I expressed those views about baath and its crimes years before when the price of saying that was too high


Good 4 u.That's not the issue.The issue is members of corrupt regimes ironically & ridiculously attacking other corrupt regimes


no matter what u say fact remains that Hashemite regime made Jor one of best stories in region and sEes need 2make it better


Yup. That's exactly my point: The laughable lengths that regime cronies would go to defend an incompetent corrupt regime


serving jordan is an honor and a duty sir. Hope u can c that recognizing the good helps fix the wrong.


Beneficiaries of useless positions YE,can't be more faithful to our country than those risking their WHOLE lives 2 expose lies


it seems ur views r driven by hatred more than care for the country or even reform. U r free 2hate but ppl can c thru that


Although this is the weakest excuse (Rappers love the word HATER),I appreciate ur replies
الخلاف لا يفسد للود قضية
#??uCmeHATIN

Regime cronies defend the regime as if people have no access to references that document the Hashemites historic shady roles


pple do see that Hashemite regime has served jordan and have access to references that prove that


Maybe people who has access to JTV and school books!U seem like a reader so I can recommend many REFERENCES to prove my point


most people have more access than that. I am a reader and will be happy 2 exchange reading material


Great.But please not universities' 3oloom 3askaryyeh,or the king's latest book (wink). I memorize their cliches by heart


thos who see no good in Jo r as bad as, if nt worst, than those who see no fault in t. Cant reduce spectrum 2blak and white


Jordan has plenty of good and that what makes us strive for the best and refuse to settle for mediocre governance


then that is common ground. Differing with u does not make us "cronies" we all want better governance even if we differ how

don't know why u feel u have the rite 2 judge others sir. u have rite to ur views, we to o.


Corruption,Collaboration,Theft &Autocracy are not point of views that can be debated or compromised with. History 101& 2011 YE

على العموم رفيق أيمن،شكراً لوقتك بس أرجوك انك ما تصنف كل واحد بسأل اسئلة مشروعة عن نظام هذا

البلد كواحد بكرهها


thanx sir and I hope u don't call every one who served In officialdom "cronies". I don't judge u, u don't judge me. Thank u

وأنا كمان بوعدك إنوأول مرة بشوف وزيرأوتبع ديوان بسوق هونداوساكن بشقة متين متر في خلدا مثلاً راح أغير وجهة نظري عن طبول النظام


can show u many and wud take u home 4lunch. M driving hunday and moved to new flat after work in gulf. t still on mortgage:)

will show u bank statements if interested :) as I said, spectrum shudnt be reduced 2 black and white.


الحوار مع أبو هلالة (أبو هلالة بالغامق)

نشر أبو هلالة مقال في الغد بتشرين الثاني 2009 مقالاً في الغد بعنوان "الإعلام الإلكتروني وجرائم النشر" يقف فيه موقف المدافع عن النشر الإلكتروني وفي مقطع منه يقول:

"ناشط يساري خصص موقعا في الإنترنت معنونا بـ "ضد تحيز ياسر أبو هلالة"، وعندما اعتقل هذا الناشط لم ينشر غيري خبر اعتقاله. وما يزال الموقع شغالا للشتم والتشهير بشخصي"


-بعد التعليق على المقال على موقع الغد، ارسلت ذات التعليق إلى الرفيق ياسر ورئيس تحريره أيامها الرفيق موسى برهومه (الذي حالياً يرأس تحرير جريدة في المرصاد: إلكترونية مستقلة يرأس تحريرها الدكتور موسى برهومه):


ما وصفه الكاتب بموقع مخصص على الانترنت شغالاً للشتم و
lلتحقير بشخصه ليس أكثر من عريضة الكترونيه موقعة من ١٤٠ شخص تتضمن تعليق واحد فقط لا غير يمس بشخص الكاتب
ويبدو أن المبالغة في وصف "الموقع" هي محاولة لاظهار الكاتب بمثابة المدافع العتيد عن حرية الرأي وإن تطلب ذلك تحوير طفيف لبعض الحقائق.طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار بأن مقص رقيب الكاتب على مدونته لم يكن سهلاً، حيث الغى التعليقات التي اختلفت معه في أكثر من مناسبة لا بل فتح المجال لمعلقين اخرين للهجوم الشخصي على التعليقات التي لم توافقه الرأي قبل شطبها.
طبعاً تتجلى قمة السخريه في أن هذا التعليق تحديداً سوف يشطب على الرغم من أنه يحتوي الراوبط الالكترونيه التي تدعمه، وفي المقابل تنشر مقالة الكاتب دون أن يكلف أي من أعضاء هيئة التحرير التحقق من مزاعم الكاتب بوجود "بموقع مخصص على الانترنت شغالاً للشتم". (طبعاً تم شطب التعليق)


-أبو هلالة:

من يمس بالشهداء والمجاهدين يستحق الضرب بالحذاء، والخيانة ليست وجهة نظر. والموساد لديه قسم متخص بالتعليقات على الإنترنت ولدي القدرة على التمييز بين الخونة ومخالفي الرأي.
أما عريضة الشتم فلا علاقة لها بالموساد مثل قصف الصامدين في غزة، وهي نوع من الحسد والضيق بالنجاح المهني الذي حققته بجهد وتضحيات أفتخر بهما ولا ينكرهما إلا جاحد.
للأسف لم أجد وقتا لقراءة رسالتك والرد عليها إلا اليوم. آمل أن تقرأ أكثر وتختلط بالناس اكثر لتخرج من القمقم الذي أنت فيه.
أنصحك حتى لا يترفع ضغطك بعدم قراءة مقالي ولا مدونتي ولا مشاهدة الجزيرة. الخيار مفتوح أمامك وفي الكون متسع
ولا سلام لمن للم يتعلم طرح السلام. وهي من ملامح الكائن البشري حت ى في القبائل البدائية

للأسف ليس لديك القدرة على التمييز بين الخونه وأصحاب الرأي المختلف ... شكراً لنصائحك القيمه...!!
خائن ...عميل موساد ...كافر ...مرتزق ... وغيرها من الاتهامات ليست أكثر من طريقة طفوليه لأنهاء اي نقاش وقمع اي وجهة نظر ...مثلها مثل أي طريقة يلجأ لها أي نظام عربي قمعي.
على العموم، أرجوك تقبل إعتذاري لسبب وحيد هو اضاعة وقتك ووقتي بإرسال الملاحظة السابقة معتقداً بسذاجة أن ما تكتب عن حرية الرأي وتقبل الرأي الأخر أكثر من صورة مختلقة تتحول إلى إتهامات كاريكاتوريه بسرعة عجيبه، ومعتقداً بأنك قد تكون من القلائل الذين قد يهتمون بردود فعل متابعيك!

اطمن عندي القدرة ولا تورجيني وجهك


عجيبه هي السرعة التي يتحول فيها "إعلامي مرموق" إلى "الضرب بالحذاء" إلى "اقلب وجهك" !وطبعاً دائماً بحجة المحافظة على الثوابت وإذا كان التحليل الساذج بأن من يخالفك الرأي لا بد أن يكون عميل موساد هو اسلوبك في كشف الخونة وتمييزهم فلا شك أنك تمتلك تلك القدرة.


والله انك ممل ولزقه وأنا مش فاضي



العبرة: مش كل بوق للديوان حرامي، بس مش كل من كتب أشياء تتفق معها أحياناً انسان محترم بالضرورة


وهو ما يشبه إلى حد كبير العبرة الاولى في القصة المشهورة للعصفور المتجمد، والتي قمنا بتمثيلها في حفلة سمر أثناء مخيم كشفي عام 1994 ، ولعب فيها وسام عصفور دور (مهم)، وما فهمها حدا، خاصةً إنا إخترنا لها عنوان "مسرحية البطاطا المفعوصة" على أساس أن الإفراط في العبثية كوميدي.