Saturday, September 10, 2011

نفحات من تاريخ الاردن I

إختيار عمال الأقاليم وأهم رجل في الاردن
فيما يلي ترجمة لمقطع صغير من كتاب ذي واي أف ذي وورلد للصحفي الحائز على جائزة البوليتزر رون ساسكيند. الكتاب نشر عام 2008 ويروي أحداث من فترة حكم بوش ويقدم بعض شخصيات تلك الحقبة واثرها في السياسة الخارجية الامريكية. أحد أهم تلك الشخصيات في الكتاب هو روب ريتشر.

"
بعد عدة مهمات في الشرق الأوسط ارسلت السي أي أيه روب ريتشر إلى عمان ليستقر هناك مطلع الثمانينات. منذ البداية وبشكل غير متوقع طلب الملك حسين من ريتشر أن يمضي بعض الوقت مع ابنه عبدالله، شاب ذكي بدون إلتزامات كثيرة وصاحب فرصة محدودة في الوصول إلى العرش نظراً إلى أن أمه إنجليزية. أقبل ريشر على هذه المهمة بحيوية كبيرة فهو ينجح دوماً في الموافقة بين المشاريع المستقلة مع مهمات العمل السرية. بحلول عام 1999 كان ريتشر، رجل البحرية السابق صاحب التفكير السريع والآكشن الأسرع، قد ساعد في قيادة إبن الملك إلى مرحلة الرجولة. ريتشر كان لعبدالله مثلما كان كارل روف (لجورج بوش).
تزامن هذا (تطور العلاقة) مع اصابة الملك حسين بسرطان الغدد اللمفاوية ووجود عدد من المرشحين لخلافته. السي أي أيه كنت مهتمة جداً بالموضوع فالأردن ذو أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة فهو من موقعه بين إسرائيل والعراق يمثل مدينة حدودية كبيرة كما أن له دور مهم كوسيط نزيه نادر في منطقة مليئة بالمشاكل. الأمير حسن شقيق الملك كان قد حمل منصب ولي العهد لفترة طويلة وكان متوقع أن يستلم العرش. أحد أبناء الحسين (الاخرين أيضاً) كان له فرصة.

لكن عبدالله، الحصان الأسود، كان إلى جانبه ميزة غير عادلة أعطته أفضلية إشتكى منها منافسوه: ريتشر، الرجل الذي يمتلك مهارات جعلت حتى زملاؤه في السي أي أيه يشعرون بأنهم لا يمكن أن ينافسوا ريتشر. كانت النتيجة هي أن إستدعى حسين، الذي كانت قد تأكدت عدم إمكانية شفاؤه، ريتشر إلى منزله في ضواحي واشنطن وأخبره بأن عبدالله سيكون الملك القادم. في هذه الأثناء كانت زوجة الملك حسين نور قد أبقيت خارج الغرفة، وكذلك عبدالله الذي تم استدعاؤه إلى داخلها بعد ذلك بقليل. بحسب رواية ريتشر، الرواية التي تم تأكيدها من مصادر أخرى مطلعة على الأحداث، فإن ريتشر هو من نقل الخبر الى عبدالله بينما كان حسين ينظر اليهما ويهز برأسه موافقاً.
في تلك الليلة خرج ريتشر والملك القادم إلى مطعم وبار ناثانز في جورجتاون إحتفالاً بنصر، كان في الواقع إنتصاراً للرجلين. كانت تلك الليلة الاخيرة لعبدالله بدون مرافقين أو حرس، ليلته الأخيرة كرجل مدني وليس كملك المستقبل. عندما أعلن البارتندر عن موعد الأغلاق القريب، قال عبدالله لريتشر: "يجب أن اذهب إلى المنزل الآن لأرى زوجتي".

لم يكن الملك قد توفى بعد لكن اوضاعه كانت تسوء بسرعة مما فتح الباب أمام شهر أو أكثر مليء بالمشاكل والصراع على السلطة. هذه المشاكل دعت حسين المحتضرللإتصال بمدير السي أي أيه في وقتها جورج تننت من سريره في مايو كلينك طالباً منه أن يكف يد ريتشر عن التدخل صارخاً "إذا لم توقف ريتشر فإننا سنواجه حرباً أهلية". تيننت بدوره إشتعل غضباً وراح يصرخ في الطابق السابع لمبنى السي أي أيه بأنه سيطرد ريتشر. وكان من الممكن أن يفعل ذلك لو كان لديه الوقت الكافي.

لكن حسين توفي في اليوم التالي وفي تلك اللحظة أصبح ريتشر واحد من الموظفين القلائل في الحكومات الأمريكية الذين لا يمكن الإستغناء عنهم، فهو الرجل الذي ساعد على صناعة ملك. لم ينل هذا التطور رضا تيننت بينما إكتفى موظفي الوكالة الآخرين بهز رؤوسهم، فقد نجح ريتشر أن يناور بشكل أفضل من كل الوكالة مجتمعة. بعد أيام من وفاة الملك كان ريتشر على طاولة الافطار عند هيلاري وبيل كلينتون يقدم لهم شرحاً مختصراً عن شخصية الملك الجديد وماذا يمكن أن يتوقعوا من الاردن مستقبلاً. خلال وقت قصير كان ريتشر يستفيد من تلك المكانة الخاصة لدى الحكومة الأمريكية لزيادة نفوذه في المنطقة بأكملها، و أصبح من الصعب الحكم إذا كان يفعل ذلك لمصلحة السي أي أيه أم لمصلحته الشخصية.

في السنوات التي تلت، يمكن القول أن الملك تلقى نصحاً ممتازاً جعله من المفضلين عند جورج بوش وفي نفس الوقت حافظ على رصيد وعلى الاحترام بين المسلمين في منطقة تحمل مشاعر معادية للأمريكيين. ريتشر وعبدالله يثقان ببعضهما إلى أبعد الحدود، ويذهبان في رحلات معاً وهما الآباء الروحيين لابناء بعضهما البعض. هذا الوضع الخاص جعل ريتشر رجل قوي (وصاحب تأثير). ترك هذا الرجل السي أي أيه والحكومة في صيف 2005."

على البيعة
مقطع مترجم من مقال من عام 2006 عن "شركة الحماية الخاصة" بلاكوتر ودور روب ريشر فيها، للصحافي الإستقصائي كن سيلفرستين من مجلة هاربرز
"بعد أن استقال ريتشر من منصبه في السي اي أيه، إستلم فوراً منصب نائب رئيس الإستخبارات في بلاكوتر. ريتشر كان يشغل منصب رئيس شعبة المخابرات المركزية في الشرق الأدنى وخدم فترة طويلة في عمان، حيث كان يشغل منصب رئيس محطة منذ بداية 1999. كان ريتشر يمثل رجل الإلتقاء (بوينت مان) للوكالة مع الملك عبدالله ونشأت بينهما علاقة وثيقة للغاية. "كانت هناك بعض التقلبات في علاقاتنا مع الأردن، لكن الملك كان دائما على علاقة جيدة مع وكالة الاستخبارات المركزية" ، قال شخص مطلع على الوضع، واضاف "علاقة الملك الأساسية هي دائما مع السي أي أيه، وليس مع السفير الاميركي".

دعمت السي اي أيه "خدمات" الاستخبارات الاردنية ببذخ، وأرسلت ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة للتدريب الاستخباري. بعد أن تقاعد ريتشر تقول بعض المصادر أنه
انه ساعد شركة بلاكوتر على عقد صفقة مربحة مع الحكومة الأردنية لتقديم نفس النوع من التدريب الذي تقدمه السي أي أيه.
ملايين الدولارات التي "استثمرتها" الوكالة في الاردن خرجت من الباب مع ريتشر. لو كان هذا فيلماً لكان مزيج من جيري ماغوير وسيريانا. "هناك أشخاص في الوكالة مستائين" يقول أحد المصادر. "عبدالله ما زال يتصل مع ريتشر بإنتظام وهو يظن أنه يتصل معنا. ما زال يعتقد أن ريتشر هو (المسؤول أو صانع القرار) (ذي مان).

سؤال ممكن يكون وممكن ما يكون إله علاقة
هل حقيقة علاقة الاردن بشركات الحماية الخاصة أمثال بلاكوتر ودينا كورب وتربل كانوبي تتعدى الدعم اللوجستي (الذي أصبحت اخباره معروفة) من مكاتب وتدريب وخدمات وتموين وغيرها لتصل إلى مرحلة شراكة إستراتيجية (أو حتى تجارية) وعلى أعلى المستويات؟؟

No comments: