مقطع مترجم من مقال نشر عام 2005 في مجلة ذي ناشن بعنوان رسالة من الاردن: مملكة الفساد
السجين السمين الطليق الفار من وجه العدالة ليس سوى واحد من مجموعة وسطاء أو وكلاء أو متعهدين شاءت الظروف أن يستحق "فركة إذن" لسبب لن تكشفه الأيام. يعني إذا الواحد ممكن يختلف مع جوز أخته على عطاء رايح جاي إلا ما يختلف حتى مع صحابه. المقطع المترجم أدناه من مقال قديم ومتداول، لكن يبقى للأسف من المصادر المحدودة جداً التي قد تساعد وإن بصورة مشوشة على تقديم بعض المعلومات عن العلاقات التي ترسم ملامح البزنس (أو ما يسمى الفساد) في الاردن. حتى نصل إلى مرحلة يمكن فيها لصحفي محلي من الحصول على مذكرة داخلية من سلطة إقليم العقبة إلى مسجل دائرة الأراضي تطلب تسجيل قطع أراضي معينة بإسم جلالة الملك، ومن ثم سؤال الناطق الرسمي للحكومة عنها (كما فعل ستيفن غلاين في آخر هذا المقال)، ليس لنا سوى اللجوء لمقالات أجنبية قديمة أو إنتظار المقابلة القادمة مع كريستيان امنبور لمحاولة فهم ما يجري في بلدنا
يكتب ستيفن غلاين في ٣٠ أيار، ٢٠٠٥
وإنسجاماً مع التسامح المتزايد الذي يبديه الاردن نحو الفساد وافق الملك عبد الله هذا الشهر على إلغاء حكم الإدانة الصادر عام 1992 بحق أحمد الجلبي، الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية، لدوره في إنهيار بنك أردني كبير. "هناك نظرة جديدة نحو الفساد في الاردن،" يقول الصحفي عبدالله أبو رمان. "في الماضي كنا ننظر إلى الشخص الفاسد على إنه لص لكن الآن ننظر إليه كشخص ذكي بما فيه الكفاية ليتجنب القبض عليه
هنا يظهر الأخوة شاهين. من بداية متواضعة كتجار خضروات في الضفة الغربية، وضع الاخوان خالد ورياض واكرم شاهين أنفسهم في موضع "مقاولين الحكومة المفضلين". بحسب مقال نشر في التايمز اللندنية عام 1999 فإن الاخوان شاهين كانوا على معرفة (بالملك) عبدالله منذ أن التقاه خالد في حدث رياضي في دبي قبل حوالي عشر سنوات. بحسب تقرير التايمز فإن "خالد أمطر (الملك) بالهدايا وكان من ضمنها سيارة بورش" بحسب زعمهم. لم ينقض وقت طويل على إعتلاء الملك عبدالله العرش حتى قررت (الحكومة) إستبدال أسطول سيارات المرسيدس بطلبية هائلة من سيارات بي إم دبليو - الشركة التي كانت قبل أشهر قليلة قد اختارت الاخوة شاهين ليصبحوا وكلائها المحليين.
للمزيد عن حصول شاهين على وكالة بي إم دبليو إرجع إلى رسالة أبو ناعمه أو الجزء المترجم منها في في الأسفل
منذ ذلك الوقت نجح الاخوة شاهين في الحصول على العطاءات الكبرى واحداً تلو الآخر. عام 2003 تم إعطاء شركة يسيطر عليها الاخوة شاهين جزء كبير من عطاء تدريب الشرطة العراقية، بالرغم من أنها لم تكن تمتلك أي خبرة في هذا المجال (حصة شاهين من العطاء غير معروفة لكن التكلفة الإجمالية للعملية يمكن ان تتجاوز مليار دولار). في اذار من 2004 حازت شركة تابعة لشاهين على عطاء من البنتاجون بقيمة 72 مليون دولار لتزويد قوات التحالف في العراق بالوقود. تم إلغاء الصفقة بعد أسبوع لأن الشركة لم تكن قادرة على الوفاء بالتزاماتها. تبين أن معرفة الاخوة شاهين بأعمال تزويد الوقود لا تتعدى ما تعلموه من تهريب أكثر من سبعة ملايين برميل من العراق عام 2003 ، بحسب تقرير لصحيفة الفاينانشيل تايمز الانجليزية وصحيفة ايطالية. متحدث بإسم الحكومة الاردنية قال أنه لا توجد علاقات بين الملك عبدالله والاخوة شاهين
يستمر البزنس بالتدفق نحو الاخوة شاهين على الرغم من ضعف "تاريخهم الائتماني". في عام 1995 قام البنك العربي بمقاضاتهم لتحصيل 40 مليون دولار من القروض المستحقة. بعد خمس سنوات أقام بنك ستاندرد شارترد في لندن دعوى قضائية ضد الاخوة شاهين للمطالبة بدين غير مدفوع بقيمة 77 مليون دولار. يقول دبلوماسي في عمان: "الاخوة شاهين يعملون منذ فترة كوسطاء (كما يمكن ترجمة الكلمة التي استخدمت لوصفهم وهي فاكتور بأنهم عامل مهم)، وهم يعطون الانطباع بشكل دائم بإن الفرص ليست متكافئة (للتنافس ضدهم)، ويتحدثون عن أنهم يتمتعون بحماية من أعلى المستويات
على الهامش: هاني أبو ناعمة يتحدث عن خسارة وكالة بي إم دبليو بعد 33 عام لمصلحة خالد شاهين
طلبنا لقاء مع مدير المكتب الرئيسي لمجموعة بي إم دبليو في ميونيخ (حزيران 1999) وكان ودياً إلا أن الحاضرين من طرف المجموعة اصروا على أن أي حديث عن تعويضات لشركة أبو ناعمه يجب أن تبحث مع خالد شاهين بصفته أصبح المستورد الحصري... بعدها قال مدراء بي إم دبليو بأنهم إلتقوا مع جلالة الملك عبدالله وان "هناك بعض الامور التي لا يمكنهم الافصاح عنها". ثم أضافوا أن مجموعة بي إم دبليو وخالد شاهين، وبمباركة جلالة الملك، يخططون لإنشاء مصانع لتجميع سيارات بي إم دبليو وروفر في معان... شرحنا لهم بأن من نقل اليهم الإنطباع الخاطئ بأن ملك الاردن يتدخل في أعمال الشركة يقوم بتضليلهم