في ظهيرة يوم سبت هادئ وسعيد، واحتفاءً بمرور مئة يوم على إعتزال مجمل "النشاطات البشرية"، قررت الذهاب في رحلة إلى مقهى.
حملت كتاب "حول التكنولوجيا، الغباء، والسعادة الدفينة في البيروقراطية"، ولوح الشطرنج (على أمل لقاء واحد من صديقين بالصدفة، (باعتبار أن كل محاولات اللقاء بالمواعيد المسبقة باءت بالفشل (آسف))، وتوجهت نحو الدوار الأول.
لم اتعدّ بضع خطوات بعد الدوار لألمح سيارة رينج روفر سوداء تحمل لوحة مجلس نواب بدت مزورة. اقتربت من اللوحة الخلفية للتحقق فوجدتها معلقة على حاضنة بلا تثبيت. رفعتها لأجد تحتها لوحة بيضاء خصوصية نظامية، فشلتها. كررت الأمر مع اللوحة الأمامية، وزمّيت اللوحتين المزورتين وطفقت عائداً نحو الدوار على أمل تسليمهما للدورية المرابطة هناك، فلم أجدها.
ركبت تكسي، وعندما مررنا بمخفر زهران فكرت بالنزول هناك لتسليم اللوحات المزورة، ثم غضّيت النظر باعتبار أني وطيلة هذه السنين لم تطأ قدماي غرفة مخفر، وإبلش عاد سين وجيم (على طريقة المسلسلات المصرية)، وقلت لا بد من دورية على الطريق، سلّم وامشي.
نزلت عند كشك الشرطة السياحية في الشميساني، حيث وجدت شرطيين في قمة الضجر، سلمتهم اللوحات، فخفّ عقلهم. سجلوا معلومات الهوية وطلبوا مني الانتظار. إتصلوا مع ٩١١ حولهم على مخفر الشميساني حولهم على الأمن الوقائي حولهم على مخفر زهران حولهم على البحث الجنائي حولهم على مخفر زهران. عادوا القصة خمسين مرة. "الدولة حبالها طويلة" أفاد احدهم. أضاف أيضاً إنه "فيه واحد حكيت معو حمار ولو كنت مديره كان تفّيت بوجه. "
مرّت دورية بفورد كبيرة. عاد القصة. أخذوا الهوية. سجلوا المعلومات. الضابط إتصل مع ٩١١. طلع رقم النمرة مش مسجل أصلاً.
ضابط الدورية اقترح على شباب الشرطة السياحية تسجيل واقعة وتبليغ عمليات ادارتهم، فكان رد أحد شباب الكشك كالتالي:
"ولا بدنا ادارتنا تعرف بالموضوع. عمي احنا السياحية من شهرين فاضيين أشغال ما إجتناش قضية. إذا صارت قصة بتنبلش فيها الإدارة كلها أسبوع، وإحنا بدنا نروّح. بدنا نخلي مسؤولية"
***************
وصل شباب الأمن الوقائي بسيارة فورد صالون. أناقة وحضور ونظارات شمسية. بسرعة وفعالية، عادولهم الشباب القصة، أخذوا الهوية، سجلوا المعلومات.
ولكسب الوقت توجه ثلاثتنا وبسرعة إلى الدوار الأول لضبط الرينج (حتى المذيعة إللي كانت بتصوّر لفضائية سخيفة عند الثالث ما كان "عندنا" وقت نوقف و-"نحقّق" معها، مع إنه واحد من الشبين كان إله ثلاث أرباع الخاطر، حتى صف وبدا ينزل لولا الثاني اقنعه إنه معناش وقت) . خلال الطريق حكينا عن موضوع الخرق الأمني، وسيارة "مراسم ٥" السياحية ذات اللوحات المزورة... إلي طلع همة ذاتهم،شباب أمن وقائي زهران، إللي ضبطوها.
تشاء الصدف أن يتزامن وصولنا إلى الدوار الأول مع استعداد ركاب الرينج للتحرك: عائلة صغيرة من أم وولدين كتاكيت بين سن ١٠-١٤ مع سائق أنيق، تجعلك تشعر بالندم بمجرد إدراك الحالة.
(ملاحظة هامشية كل شيء في هذا العالم، بلا فكنغ إستثناء... انتي كيلماتك بشكل مقرف... حتى الكلايماكسنغ ذاته).
نزلوا شباب الأمن الوقائي حكوا مع المركز والسيطرة للتحقق من مالك السيارة بلوحتها البيضاء.. طلع نائب.
أجلس في المقعد الخلفي للفورد، تمر الدقائق كأنها تحمل حديداً بارداً (مقتبسة طبعاً). شباب الأمن بحكوا مع الأطفال والسائق وأنا بحاول اقرأ في الكتاب شوي، واتململ شوي، وبشعور مخبر رخيص مقرف، خاصةً لمّا الأطفال يطّلعوا عليّ. بلعب شوي بجيبة المقعد الخلفي، بلاقي حزام جلد وموس قرن غزال عدد إثنين.
يصل باص الأمن العام والدورية، وبرجع أبو حميد على الفورد، وبقولي بدك تتحمل معنا شوي وتكمّل معروفك وتسجل إفادة في...المخفر.
نزلت من السيارة فوضع شرطي يده على كتفي وفتح باب البوكس الخلفي على مصراعيه، فدار الحوار التالي:
-ممكن ما أطلع هون، وأركب جنبك.
-لأ.
-طب ممكن أروح أفرفر.
-إركب هسا.
وبس يا معلم. هيك وفي ظهيرة يوم سبت هادئ وجميل، أنا في بوكس شرطة بشبك حديد، مع كرسي بلاستيك وعلبة كوكاكولا فاضية وسجادة صلاة خضرا (وعرظ أختي)، وصوت عدة أقفال في طور التسكير بتطقطق بتناسق مرعب مع نفرات الشريان الصغير إلي بدوا ينط من أعلى راسي. وفي عندي حاجة ملحة جداً اني أفرفر....
(لا يعني بس ما هو جد حدث تاريخي! ما هذا السخف؟ أول مرة في بوكس الشرطة هيك؟ (مرة أخرى: انتي كليماتك بشكل بائس).
******************
وصلنا المخفر، ودخلته آمناً مطمئناً (نسبياً)، لا مطلوباً ولا مخفوراً، وطلب مني شرطي البوكس التوجه نحو مكتب "القضائية"، حيث تقابلت وجهاً لوجه مع ما أعتقد أنه "النظارة"...صندوق من قضبان أسخف من خم الجاج، وأجلس على المقاعد بمواجهته، وتمر الدقائق كأنها تحمل خرى الأردن كله... وأحاول أن ابحث في العشرين رقم المخزنين على التليفون عن أي إسم ممكن يروّحني عالدار خلال ٤٥ دقيقة، على الأكثر.
******************
في مكتب مدير المخفر، يجلس بالترتيب من على يمين الباب: الطفلان، السائق، واحد من شابيّ الأمن الوقائي، مدير المخفر وعلى الكنبة الثانية إلى يمينه شب ببنطلون رياضة لمّيع وبلوزة بولو بيضاء، (وبدون أحكام مسبقة وتنميط (تبين إنه)) أزعر. يقرّعني مدير المخفر باعتبار أن ما اقترفته عمل غير قانوني وغير مسؤول ولا يمكن تبريره، فحتى الشرطي عندما يشهد واقعة يطلب قوة تحقيق ومساندة ولا يتصرف بمبادرة شخصية. حاول الشاب الأزعر المشاركة بالتوبيخ فطلبت منه توجيه الكلام لمدير المخفر وعدم التعاطي معي. رفع بوجهي قطعة بلاستيك مكتوب عليها "الأمانة العامة لمجلس النواب" واصر انه موظف رسمي بمهمة رسمية.
أعلن الشب الأزعر وبحضور أن النائب يصر "شخصياً" بأن يشتكي (مع إيماءة تقليع مع كلمة يشتكي) ضد هذا الأمر الخطير الذي يهدد أمن البلد. ومن ثم دار الحوار التالي (حرفياً):
-مدير المخفر: شو كنت بتعمل بشارع الرينبو؟
-الشب الأزعر: بِفرِّغ طاقات.
-مدير المخفر: إنت مفطر؟
-أنا: آه.
-مدر المخفر: ليش؟ إنت مسلم؟
-أنا: بركض مسافات طويلة والصيام بأثر على تمريني.
مدير المخفر: بس هيك؟!
أنا: ممكن احكيلك انه عندي مشاكل بالقولون، بس آه، هو بس هيك.
-الشاب الأزعر (مستشعراً بحنكة وخبرة فرصة ذهبية لفض الطابق): طب سيدي ممكن اطلب منك إنه احنا ناخذ النمر ونروّح،
وإحنا بدناش اشي غير انه الله يشفيه. بندعيله الله يشفيه.
-مدير المخفر (ضاحكاً ملء النواذج): فيه شيخ شيعي عندو فتوى إنه إذا بتمشي عشرين كيلو باليوم أفطر عادي.... هعهع.
-أنا: اه جد. والله فتوى لا بأس بها.
مدير المخفر: بقلك شيخ شيعي... هعهع.
-الشاب الأزعر: لا احنا بدناش اشي. الله يشفيه. وبنروّح سيدي.
مدير المخفر (ضاحكاً وشوي مستخفاً بالشاب الأزعر): بدنا نشوف غازي بيك شو بقول.
يطلب الهوية. يطللب الإسم الثلاثي. يتصل بغازي بيك.
-استنى بغرفة الانتظار.
******************
في غرفة الانتظار تمر الدقائق كأنها يلعن أخت آلهة البشرية كلها. وكل دقيقتين بمر عليك شرطي مراهق بيسأل شو القصة. مرّات بالانجليزي. بسجلوا بيانات.
وبعدين بنادي مدير المخفر:
"إسمع تأحكيلك...
إذا بتشوف حد بركّب قنبلة نووية وبدو يفجّرنا كلنا... ما الكش دخل... ماشي؟
تتدّخلش. ما تحكيش حتى تبلّغ. ما الكش علاقة.
بحبسك. والله بحبسك.
خلّيك بفطورك وبمشيَك.
وِصلَت؟
-وصلت يا بيك.
نتشت الهوية من على مكتبه...سلّمت على الولدين وقلتلهم آسف عالتأخير.
مدّ الشب الأزعر ايده يسلم سحبت ايدي وقلتله "لا عفواً إنته بلاش" (انها الانتصارات الصغيرة بعد ما شخيت على حالي)،
وركض على أقرب تكسي، وعالبرندة يا معلم.
*********
وعرظ أختي ما إلي علاقة ... وعد شرف.
مثل ما بده صايل بيك بالمخفر، ومثل ما نصحني نايف بيك بالدائرة... على راسي والله....
حملت كتاب "حول التكنولوجيا، الغباء، والسعادة الدفينة في البيروقراطية"، ولوح الشطرنج (على أمل لقاء واحد من صديقين بالصدفة، (باعتبار أن كل محاولات اللقاء بالمواعيد المسبقة باءت بالفشل (آسف))، وتوجهت نحو الدوار الأول.
لم اتعدّ بضع خطوات بعد الدوار لألمح سيارة رينج روفر سوداء تحمل لوحة مجلس نواب بدت مزورة. اقتربت من اللوحة الخلفية للتحقق فوجدتها معلقة على حاضنة بلا تثبيت. رفعتها لأجد تحتها لوحة بيضاء خصوصية نظامية، فشلتها. كررت الأمر مع اللوحة الأمامية، وزمّيت اللوحتين المزورتين وطفقت عائداً نحو الدوار على أمل تسليمهما للدورية المرابطة هناك، فلم أجدها.
ركبت تكسي، وعندما مررنا بمخفر زهران فكرت بالنزول هناك لتسليم اللوحات المزورة، ثم غضّيت النظر باعتبار أني وطيلة هذه السنين لم تطأ قدماي غرفة مخفر، وإبلش عاد سين وجيم (على طريقة المسلسلات المصرية)، وقلت لا بد من دورية على الطريق، سلّم وامشي.
نزلت عند كشك الشرطة السياحية في الشميساني، حيث وجدت شرطيين في قمة الضجر، سلمتهم اللوحات، فخفّ عقلهم. سجلوا معلومات الهوية وطلبوا مني الانتظار. إتصلوا مع ٩١١ حولهم على مخفر الشميساني حولهم على الأمن الوقائي حولهم على مخفر زهران حولهم على البحث الجنائي حولهم على مخفر زهران. عادوا القصة خمسين مرة. "الدولة حبالها طويلة" أفاد احدهم. أضاف أيضاً إنه "فيه واحد حكيت معو حمار ولو كنت مديره كان تفّيت بوجه. "
مرّت دورية بفورد كبيرة. عاد القصة. أخذوا الهوية. سجلوا المعلومات. الضابط إتصل مع ٩١١. طلع رقم النمرة مش مسجل أصلاً.
ضابط الدورية اقترح على شباب الشرطة السياحية تسجيل واقعة وتبليغ عمليات ادارتهم، فكان رد أحد شباب الكشك كالتالي:
"ولا بدنا ادارتنا تعرف بالموضوع. عمي احنا السياحية من شهرين فاضيين أشغال ما إجتناش قضية. إذا صارت قصة بتنبلش فيها الإدارة كلها أسبوع، وإحنا بدنا نروّح. بدنا نخلي مسؤولية"
***************
وصل شباب الأمن الوقائي بسيارة فورد صالون. أناقة وحضور ونظارات شمسية. بسرعة وفعالية، عادولهم الشباب القصة، أخذوا الهوية، سجلوا المعلومات.
ولكسب الوقت توجه ثلاثتنا وبسرعة إلى الدوار الأول لضبط الرينج (حتى المذيعة إللي كانت بتصوّر لفضائية سخيفة عند الثالث ما كان "عندنا" وقت نوقف و-"نحقّق" معها، مع إنه واحد من الشبين كان إله ثلاث أرباع الخاطر، حتى صف وبدا ينزل لولا الثاني اقنعه إنه معناش وقت) . خلال الطريق حكينا عن موضوع الخرق الأمني، وسيارة "مراسم ٥" السياحية ذات اللوحات المزورة... إلي طلع همة ذاتهم،شباب أمن وقائي زهران، إللي ضبطوها.
تشاء الصدف أن يتزامن وصولنا إلى الدوار الأول مع استعداد ركاب الرينج للتحرك: عائلة صغيرة من أم وولدين كتاكيت بين سن ١٠-١٤ مع سائق أنيق، تجعلك تشعر بالندم بمجرد إدراك الحالة.
(ملاحظة هامشية كل شيء في هذا العالم، بلا فكنغ إستثناء... انتي كيلماتك بشكل مقرف... حتى الكلايماكسنغ ذاته).
نزلوا شباب الأمن الوقائي حكوا مع المركز والسيطرة للتحقق من مالك السيارة بلوحتها البيضاء.. طلع نائب.
أجلس في المقعد الخلفي للفورد، تمر الدقائق كأنها تحمل حديداً بارداً (مقتبسة طبعاً). شباب الأمن بحكوا مع الأطفال والسائق وأنا بحاول اقرأ في الكتاب شوي، واتململ شوي، وبشعور مخبر رخيص مقرف، خاصةً لمّا الأطفال يطّلعوا عليّ. بلعب شوي بجيبة المقعد الخلفي، بلاقي حزام جلد وموس قرن غزال عدد إثنين.
يصل باص الأمن العام والدورية، وبرجع أبو حميد على الفورد، وبقولي بدك تتحمل معنا شوي وتكمّل معروفك وتسجل إفادة في...المخفر.
نزلت من السيارة فوضع شرطي يده على كتفي وفتح باب البوكس الخلفي على مصراعيه، فدار الحوار التالي:
-ممكن ما أطلع هون، وأركب جنبك.
-لأ.
-طب ممكن أروح أفرفر.
-إركب هسا.
وبس يا معلم. هيك وفي ظهيرة يوم سبت هادئ وجميل، أنا في بوكس شرطة بشبك حديد، مع كرسي بلاستيك وعلبة كوكاكولا فاضية وسجادة صلاة خضرا (وعرظ أختي)، وصوت عدة أقفال في طور التسكير بتطقطق بتناسق مرعب مع نفرات الشريان الصغير إلي بدوا ينط من أعلى راسي. وفي عندي حاجة ملحة جداً اني أفرفر....
(لا يعني بس ما هو جد حدث تاريخي! ما هذا السخف؟ أول مرة في بوكس الشرطة هيك؟ (مرة أخرى: انتي كليماتك بشكل بائس).
******************
وصلنا المخفر، ودخلته آمناً مطمئناً (نسبياً)، لا مطلوباً ولا مخفوراً، وطلب مني شرطي البوكس التوجه نحو مكتب "القضائية"، حيث تقابلت وجهاً لوجه مع ما أعتقد أنه "النظارة"...صندوق من قضبان أسخف من خم الجاج، وأجلس على المقاعد بمواجهته، وتمر الدقائق كأنها تحمل خرى الأردن كله... وأحاول أن ابحث في العشرين رقم المخزنين على التليفون عن أي إسم ممكن يروّحني عالدار خلال ٤٥ دقيقة، على الأكثر.
******************
في مكتب مدير المخفر، يجلس بالترتيب من على يمين الباب: الطفلان، السائق، واحد من شابيّ الأمن الوقائي، مدير المخفر وعلى الكنبة الثانية إلى يمينه شب ببنطلون رياضة لمّيع وبلوزة بولو بيضاء، (وبدون أحكام مسبقة وتنميط (تبين إنه)) أزعر. يقرّعني مدير المخفر باعتبار أن ما اقترفته عمل غير قانوني وغير مسؤول ولا يمكن تبريره، فحتى الشرطي عندما يشهد واقعة يطلب قوة تحقيق ومساندة ولا يتصرف بمبادرة شخصية. حاول الشاب الأزعر المشاركة بالتوبيخ فطلبت منه توجيه الكلام لمدير المخفر وعدم التعاطي معي. رفع بوجهي قطعة بلاستيك مكتوب عليها "الأمانة العامة لمجلس النواب" واصر انه موظف رسمي بمهمة رسمية.
أعلن الشب الأزعر وبحضور أن النائب يصر "شخصياً" بأن يشتكي (مع إيماءة تقليع مع كلمة يشتكي) ضد هذا الأمر الخطير الذي يهدد أمن البلد. ومن ثم دار الحوار التالي (حرفياً):
-مدير المخفر: شو كنت بتعمل بشارع الرينبو؟
-الشب الأزعر: بِفرِّغ طاقات.
-مدير المخفر: إنت مفطر؟
-أنا: آه.
-مدر المخفر: ليش؟ إنت مسلم؟
-أنا: بركض مسافات طويلة والصيام بأثر على تمريني.
مدير المخفر: بس هيك؟!
أنا: ممكن احكيلك انه عندي مشاكل بالقولون، بس آه، هو بس هيك.
-الشاب الأزعر (مستشعراً بحنكة وخبرة فرصة ذهبية لفض الطابق): طب سيدي ممكن اطلب منك إنه احنا ناخذ النمر ونروّح،
وإحنا بدناش اشي غير انه الله يشفيه. بندعيله الله يشفيه.
-مدير المخفر (ضاحكاً ملء النواذج): فيه شيخ شيعي عندو فتوى إنه إذا بتمشي عشرين كيلو باليوم أفطر عادي.... هعهع.
-أنا: اه جد. والله فتوى لا بأس بها.
مدير المخفر: بقلك شيخ شيعي... هعهع.
-الشاب الأزعر: لا احنا بدناش اشي. الله يشفيه. وبنروّح سيدي.
مدير المخفر (ضاحكاً وشوي مستخفاً بالشاب الأزعر): بدنا نشوف غازي بيك شو بقول.
يطلب الهوية. يطللب الإسم الثلاثي. يتصل بغازي بيك.
-استنى بغرفة الانتظار.
******************
في غرفة الانتظار تمر الدقائق كأنها يلعن أخت آلهة البشرية كلها. وكل دقيقتين بمر عليك شرطي مراهق بيسأل شو القصة. مرّات بالانجليزي. بسجلوا بيانات.
وبعدين بنادي مدير المخفر:
"إسمع تأحكيلك...
إذا بتشوف حد بركّب قنبلة نووية وبدو يفجّرنا كلنا... ما الكش دخل... ماشي؟
تتدّخلش. ما تحكيش حتى تبلّغ. ما الكش علاقة.
بحبسك. والله بحبسك.
خلّيك بفطورك وبمشيَك.
وِصلَت؟
-وصلت يا بيك.
نتشت الهوية من على مكتبه...سلّمت على الولدين وقلتلهم آسف عالتأخير.
مدّ الشب الأزعر ايده يسلم سحبت ايدي وقلتله "لا عفواً إنته بلاش" (انها الانتصارات الصغيرة بعد ما شخيت على حالي)،
وركض على أقرب تكسي، وعالبرندة يا معلم.
*********
وعرظ أختي ما إلي علاقة ... وعد شرف.
مثل ما بده صايل بيك بالمخفر، ومثل ما نصحني نايف بيك بالدائرة... على راسي والله....
4 comments:
منيح إلي ما رحت فيها "عضو في خلية نائمة" - تخيل لو كان يوم إثنين!
ما دامنا غرقانين ب: (بحبسك. والله بحبسك) فأكيد كلنا حنصير (اللهم نفسي)
-----------------
الدروس والعبر المستقاة:
1) زيادة عدد الأسماء في التلفون - مذيعات مثلاً؟
2) البقاء في البيت وقت الظهيرة
3) إذا ولا بد، فالذهاب للتواليت قبل الخروج مباشرة
----------------
نواذج واللا نواجذ?
:)
And btw I am so stealing the 1st two paragraphs
قرفتني حياتي على هالصبح !! المهم غازي بيك لساتو داير برينج نمرتها حكومية و ما حدا سائل
كيف بتميز انو النمرة مزورة؟
Post a Comment